تردد أخيراً أن السلطات السورية ستوجه تهمة التحريض على القتل وإشعال الفتن الطائفية، للنجمة السورية مي سكاف أو «فنانة الحرية»، كما يحلو للثوار تسميتها، وذلك على خلفية نشاطها السياسي منذ انطلاق الثورة السورية في آذار (مارس) 2011 الماضي. وكانت سكاف تعرضت للاعتقال بصحبة عدد من الفنانين والمثقفين العام الماضي بعد مشاركتهم في «تظاهرة المثقفين» - كما سميت -، قبل أن يخلى سبيلها بكفالة، على أن تخضع للمحاكمة بتهمة التظاهر من دون ترخيص. ولكن يبدو أن هذه التهمة لن تكون الوحيدة، فالتحريض على القتل وإثارة النعرات ستضاف إلى ملف الفنانة وذلك بعد توسع نشاطها السياسي، وكثرة تصريحاتها المناهضة للنظام والداعية لإسقاطه، ووقف نزيف الدم السوري. كما وجّهت نداءات للأقليات في سورية للانضمام إلى ركب الثورة، ومواجهة النظام، فضلاً عن ظهورها على فضائيات عربية للتحدث في الشأن السوري. هذه التسريبات للتهم الجديدة دفعت المعارضين السوريين ومثقفين وفنانين لإطلاق حملة تضامن مع النجمة السورية، ورفع المتظاهرون في أكثر من تظاهرة في سورية لافتات حملت صورة الفنانة. وأصدر «تجمع فناني ومبدعي سورية من أجل الحرية» بيانًا للتضامن مع سكاف، حمل توقيع عدد من المبدعين منهم أسامة محمد وهالة العبدالله ونضال الدبس ودلع الرحبي وحازم العظمة ورشا عمران. وجاء في البيان: «بعد تضييق الخناق على الفنانين والفنانات الذين طالبوا بحرية بلدهم والاعتداء عليهم جسدياً ونفسياً، اعتقالاً وتهجيراً وذماً، يتعرض هؤلاء اليوم لهجمات جائرة واتهامات باطلة لكسر عزيمتهم والمسّ بسمعتهم وبمبادئهم». مي سكاف، الفنانة الداعية للحرية والديموقراطية ولبناء دولة المساواة والعدالة الاجتماعية الخالية من المحسوبيات والتطرف والفساد، وبعد فشل الهجمات السابقة التي شنت عليها بغير حق في النيل منها ومن إنسانيتها، متهمة اليوم من النيابة العامة - وفق ما سمته السلطة بقانون مكافحة الإرهاب - بالتحريض على القتل، بكل ما تنطوي عليه هذه التهمة من تلفيق من أجهزة النظام، ومن طائلة المحاسبة القانونية التعسفية المبيتة. نحن ندعم عضو التجمع الفنانة القديرة مي سكاف، وندعو كل الشرفاء والأحرار للتضامن معها لإسقاط التهم الباطلة عنها». يذكر أن سكاف التي أطلت في الموسم الرمضاني الماضي عبر عمل وحيد هو «عمر» مع المخرج حاتم علي، من النجوم القلائل الذين لم يغادروا البلاد رغم التضييق والإزعاجات التي تعرضت لها، سواء من أجهزة الأمن أو من الشبيحة، ومازالت تقطن في دمشق. ولم يتوقف اعتقال المبدعين عند سكاف، بل طاول زوجها السابق مهندس الديكور طه الزعبي الذي عمل في عدد كبير من مسلسلات الدراما السورية، إضافة إلى آخرين مثل الممثلين: محمد آل رشي، محمد أوسو وزكي كورديلو، والكاتبتين: ريم مشهدي وريما فليحان، وغيرهما، منهم من أخلي سبيله بكفالة، ومنهم ما زال في السجون السورية.