انتقد سكان محافظة النعيرية، المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، لعدم توافر اشتراطات السلامة في مشروع الصرف الصحي، فعلى رغم أن المشروع أُنجز منذ فترة، إلا أن الأهالي شككوا في طريقة تنفذه، وباتوا يخشون من وقوع المزيد من حوادث سقوط السيارات في الحفر والانهيارات الأرضية، التي تظهر «فجأة». وأبدى أهالي النعيرية، «عدم الثقة» في الشركة المنفذة للمشروع، بعد وقوع حادثتين «خطرتين»، حدثت أولهما منذ أشهر، حينما هوى مواطن ومركبته في حفرة، فيما كان يسير في أحد شوارع حي العزيزية، بالقرب من طريق الملك عبد العزيز. وفجأة سقطت مركبته إثر حدوث هبوط أرضي، على رغم تأكيده أنه لم يرَ أي حفرة في الشارع. ويفوق عمق الحفرة التي هوت فيها مركبة المواطن، أربعة أمتار، وعرضها ثلاثة أمتار، ما أدى إلى تعرض مركبة المواطن إلى «أضرار مختلفة، جراء السقوط المفاجئ، ما استدعى نقلها إلى إحدى الورش الصناعية، لتقدير حجم الأضرار الناجمة عن الحادثة» بحسب قوله. وعزا مدير فرع المياه في النعيرية سابقاً المهندس صالح الغامدي، في تصريح صحافي حينها، سبب الحادثة، إلى «هبوط في طبقة الإسفلت، وكسر أنبوب داخلي يغذي جانباً من المنازل في حي العزيزية، من شبكة المياه الرئيسة المرتبطة بمحطة التنقية الخامسة»، مبيناً أنه تم «تكليف المقاول بإصلاح الخط، وردمه، وتحميله كلفة الأضرار التي لحقت بسيارة المواطن، وإصلاحها على مسؤولية المقاول». وتعد الحادثة الثانية، التي وقعت قبل أسابيع، في أحد الشوارع الداخلية في حي العزيزية، «أخطر» من الأولى، إذ لاحظ أحد المواطنين أثناء مروره في أحد الشوارع، «انهيار طبقة الإسفلت بالقرب من غرف التفتيش» بحسب قوله، ما أدى إلى بروز حفر وسط الشارع، وظهرت أمام مجموعة من المنازل حفرتان، إحداهما بالقرب من الأخرى، وعند توقفه للمعاينة اكتشف أن «الحفر لغرف تفتيش، وضعت عليها طبقت الإسفلت من دون أغطية حديد». وقال المواطن: «في سيول جدة، كانت أغطية التفتيش من دون مشاريع صرف. بينما في النعيرية مشاريع صرف من دون أغطية التفتيش، ما يعرض الأهالي، وبخاصة الأطفال منهم إلى الخطر. إذ يفوق عمق الغرفة أربعة أمتار». وأصرّ المواطن على عدم التحرك من الموقع «حتى تحضر الجهات المعنية وتقوم بإصلاح الضرر الذي لحق بالشوارع، وبات يهدد الأطفال والمواطنين». وتفاعلت الجهات الأمنية مع الحدث، وحضر مسؤول السلامة في إدارة المرور في النعيرية، الذي قام بدوره بإبلاغ الجهة المسؤولة، فأحضرت المقاول على الفور، وقام بإصلاح الغرف ووضع أغطية حديد عليها في اليوم ذاته. وقال صالح محمد، الذي تابع الحادثة: «هذه الحوادث جعلت المواطن يفقد الثقة في الشركة والمقاول المسؤول عن المشروع، ونحن نترقب وقوع مفاجآت أخرى، قد تلحق أضراراً بسلامة المارة، في ظل غياب دور الجهات الرقابية عن هذه المشاريع»، داعياً الهيئة الوطنية للنزاهة، إلى التحقيق في هذه الوقائع، لحماية المواطنين والمقيمين، وأيضاً الأموال العامة. وفي المقابل، أوضح مصدر في فرع إدارة المياه في محافظة النعيرية، في تصريح إلى «الحياة»، أن «السبب في ترك غرف التفتيش من دون أغطية، وطمسها بطبقة إسفلتية مساوية للشارع، هو نفاد كمية الأغطية من المورد، فحاول مهندسو المشروع تنفيذ حل سريع، وتمريره على المسؤولين، الذين لم يراقبوا الوضع بدقة أثناء تسليم الشوارع».