شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملة قوية على المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية ميت رومني، ولم يخف تفضيل بلاده فوز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية. في الوقت ذاته، مالت لهجة بوتين إلى المرونة عندما تحدث عن الوضع في الشرق الأوسط ولم يتطرق إلى مقولة «المؤامرة الأجنبية» التي رددتها موسكو طويلاً بل حمل للمرة الأولى «أنظمة تأخرت في الإصلاحات» مسؤولية الأحداث. وحض بوتين، في مقابلة أجرتها معه قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنكليزية وبثت أمس، دول الغرب على «إعادة تقويم» موقفها من سورية وضمان «سلامة» كل المشاركين في العملية السياسية هناك بما في ذلك القيادة الحالية، في أي عملية انتقال للسلطة. وشدد على أن التغيير «يجب ألا يأتي عن طريق العنف». كذلك أكد بوتين أن موسكو تربطها علاقات جيدة مع السعودية وكل المنطقة. وشدد على نأي روسيا بنفسها، في ملف الخلافات الشيعية - السنية. واستخدم بوتين لغة عنيفة ضد رومني، ووصفه بأنه يستخدم دعاية انتخابية مضللة. ورأى أن «هذا السلوك على الساحة الدولية يشبه استخدام سياسة التفرقة العنصرية والتعصب العرقي داخل بلده». وانتقد تصريحات رومني ضد روسيا معتبراً أن «الأمر يتلخص في أن شخصاً طامحاً إلى رئاسة دولة عظمى مثل الولاياتالمتحدة، يبادر إلى اتخاذ عدو سلفاً. وهذا يذكّرنا بفكرة أخرى وهي منظومة الدرع الصاروخية التي يقول لنا شركاؤنا الأميركيون إنها ليست ضدنا. وماذا يحدث إذا أصبح السيد رومني رئيساً للولايات المتحدة وهو يعتبرنا العدو الرقم 1؟ وهذا يعني أن المنظومة ستكون ضدنا حقاً لأنها مصممة تكنولوجيا بهذا الشكل بالذات». وعلى رغم تأكيد بوتين عزم بلاده على «التعاون مع أي رئيس ينتخبه الأميركيون»، فإنه تعمد وصف أوباما بأنه «مخلص وصادق، تحققت في عهده إنجازات عدة بينها إعادة إطلاق العلاقات وتوقيع معاهدة تقليص (السلاح) الاستراتيجي النووي». في المقابل، اعتمد بوتين لهجة أكثر مرونة عندما تطرق إلى التطورات في الشرق الأوسط، إذ تجنب تكرار عبارات استخدمها كثيراً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «مؤامرة خارجية على أنظمة في المنطقة». وشدد الرئيس الروسي على ضرورة التوقف عن مد « أطراف الأزمة السورية بالسلاح وإجبار كل الأطراف بما فيها السلطة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات». وفي عرض سريع للتطورات في دول «الربيع العربي»، رأى بوتين أن «من الواضح أن قادة تلك الدول تغافلوا عن ضرورة التغيير ولم يشعروا بالتيارات التي نشأت في دولهم والعالم ولم يقوموا بالإصلاحات الضرورية في الوقت المناسب». كما ذهب إلى حد النأي ببلاده عن السجالات التي تحمل طابعاً طائفياً في المنطقة. وخلافاً لتصريحات لافروف حول «مخاوف روسية من سيطرة للسنة تسفر عن ظلم على الأقليات»، قال بوتين: «نحن لدينا علاقات طيبة والحمد لله مع العالم العربي بشكل عام ولكن ليس لدينا رغبة في التدخل بالنزاعات الإسلامية الداخلية ولا التدخل في الخلافات بين السنة والشيعة والعلويين وغير ذلك. نحن نتعامل باحترام مع الجميع ولدينا علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية وكانت علاقاتي دائماً طيبة مع خادم الحرمين الشريفين والبلدان الأخرى. ولكن موقفنا يعبر عن رغبة واحدة وهي خلق وضع ملائم لتطوير الأوضاع بالاتجاه الإيجابي إلى سنوات عدة في المستقبل». في الوقت ذاته، حذر بوتين الغرب من تكرار خطأ أفغانستان في المنطقة العربية. وقال إن القادة الغربيين» يحاولون استخدام الوسائل كافة، للوصول إلى أهدافهم ولا يفكرون في العواقب. وهذا ما حدث عندما دعموا حركة الثوار هناك وأسسوا عمليا القاعدة». وأشار إلى أن «هناك من يريد استخدام مقاتلي القاعدة أوالمنظمات المتطرفة الأخرى لتحقيق أهدافه في سورية. هذه سياسة خطرة جداً وليست بعيدة النظر».