وجهت دمشق أمس انتقادات حادة إلى الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد تصريحاتهما الأخيرة عن الأزمة السورية. واعتبرت كلام مرسي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من امس «تدخلاً سافراً» في شؤون سورية، فيما اتهمت أردوغان ب «ممارسة الارهاب»، ووصفت تصريحاته أمام اجتماع لحزبه أول من أمس بأنها «وقحة». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن بيان لوزارة الخارجية والمغتربين انها «تدين ما أدلى به مرسي خلال اجتماع القاهرة، باعتباره تدخلاً سافراً في الشأن السوري واعتداء صريحاً على حق الشعب السوري في اختيار مستقبله». وزاد البيان أن الرئيس المصري «أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه يعكس آراء جماعة لا تمت بصلة إلى حقائق التاريخ المشترك للشعبين السوري والمصري» وان ما قاله «جزء من التحريض الإعلامي الذي يهدف إلى تأجيج العنف الدائر في سورية، وبهذا لا يختلف عن غيره من الحكومات التي تدعم الجماعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح والتدريب والمأوى، ما يجعلهم شركاء في سفك الدم السوري». ورأت أن «التاريخ لن يغفر لهؤلاء ما فعلوه بالشعب السوري ونحن واثقون بقدرة الشعب المصري الشقيق على استرداد دور مصر على الساحة العربية بصورة تعيد التوازن المفقود حالياً في العمل العربي المشترك». إلى ذلك، أفاد بيان آخر صدر من الخارجية بأن سورية «تستنكر التصريحات المتكررة والوقحة لأردوغان وآخرها التي تناولت ما يدين في حد ذاته سياسات الحكومة التركية ومواقفها العدائية». ورأى أن أردوغان «يتهم سورية بالإرهاب، فيما يمارس هو وحكومته هذا الإرهاب علانية بحق الشعب السوري عبر إيواء وتدريب ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة وتسهيل تسلل الإرهابيين والجهاديين إلى سورية، في شكل بات مكشوفاً عبر شهادات الإعلاميين الذين زاروا سورية واعترافات الإرهابيين في الإعلام السوري، وحتى تصريحات بعض السياسيين الأتراك الذين يتهمون حكومة أردوغان علانية باللعب بالنار». وتابع البيان: «في وقت يدعو أردوغان إلى إقامة مناطق عازلة عبر كل محفل دولي، من المفيد التذكير أن الحدود المشتركة بين البلدين كانت المثال الذي يحتذى به للتكامل بين الدول من حيث التبادل التجاري وبناء جسور الصداقة بين الشعبين الشقيقين، لكن أردوغان الذي يتحمل - بسبب سياساته العدوانية - التدهور الذي ألم بالعلاقات الثنائية لم يشبع مما سفكه من الدم السوري والدمار الذي ألحقه بسورية، وضرب عرض الحائط كل مبادئ حسن الجوار والأخوة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي». وخلص إلى أن «دلالات السلوك العدواني لاردوغان واضحة، فهي تعبر عن احباطه الواضح من فشل المخطط باستهداف سورية وشعبها» قبل ان يؤكد البيان أن «روابط الصداقة بين الشعبين السوري والتركي ستبقى راسخة. ولم تنجح حتى اليوم سياسات أردوغان بجر هذا الشعب لمعاداة أشقائه في سورية».