اعتبرت دمشق ان تصريحات المسؤولين الاتراك ازاء اللجوء الى قوات «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) بأنها «استفزازية» و«منافية» لخطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي في بيان تسلم مكتب «الحياة» في دمشق نسخة منه أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود اوغلو «ما زالا يدليان بتصريحات استفزازية تهدف إلى تأزيم الوضع في سورية وضرب العلاقات الثنائية في شكل ممنهج، وتتنافى (التصريحات) في الوقت ذاته مع خطة انان». ولفت مقدسي الى أن «سورية لم تهدد في يوم من الأيام الحدود التركية لأننا نعتبرها حدود صداقة وحسن جوار، وبالتالي فإنه من المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سورية، فيما حماية الحدود المشتركة لا تتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة انان والتمسك بسياسات حسن الجوار التي ابتعد عنها تماماً أردوغان بممارسته لسياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية». وكان اردوغان قال في تصريحات صحافية انه «من مسؤولية حلف شمال الاطلسي حماية حدود تركيا»، مشيراً الى «خيار التذرع بالمادة الخامسة في ميثاق الحلف الاطلسي». كما أعلن داود اوغلو الخميس ان تركيا تدرس «كل الاحتمالات من اجل حماية أمنها الوطني» اذا استمر وصول سوريين الى الحدود. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية امس «أما على الصعيد الإنساني فعوضاً عن المتاجرة بأعداد السوريين المتضررين من الأعمال المسلحة والموجودين على الأرض التركية، نذكر أننا لا نريد لأحد أن يتباكى على مصير أي سوري. فأبواب بلادهم مفتوحة لهم للعودة بكامل الضمانات اللازمة وإعادة إعمار الأضرار جارية لإعادة تأهيل مناطقهم، وعوضاً عن المتاجرة بهم يمكن لأردوغان بذل المساعي الحميدة للمساعدة لإعادتهم. ونحن جاهزون للتعاون مع الهلال الأحمر التركي لتحقيق هذا الهدف»، قبل ان يؤكد ان دمشق «ستبقى متمسكة بأفضل العلاقات مع الشعب التركي الصديق وأبوابها مفتوحة للمواطنين الأتراك الذين يؤمنون بعلاقات حسن الجوار والتاريخ المشترك للشعبين الصديقين لأن ما تجمعه الجغرافيا والتاريخ أقوى من الأحقاد الشخصية». الى ذلك (أ ف ب)، اتهمت صحف سورية أمس، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب «تشجيع الارهابيين»، والموفد الدولي الخاص كوفي انان بعدم الوفاء بوعوده، منددة بالصمت العربي والدولي حيال التفجيرات في سورية. وكتبت صحيفة «الثورة» الرسمية: «يستطيع أنان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبإمكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركب الاتهامات كيفما طلب منه. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟». وأضافت: «لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا إلى وجودهم، إلى دورهم، إلى الداعمين لهم، إلى مموليهم، وإلى القتلة الذين صنعوهم وسمحوا لهم بالتسلل الى شوارعنا، وبالوجود بيننا؟». واتهمت دولاً عربية «مستقوية بالخارج» بأنها لا تريد «أن تنجح مهمة انان. وقد سارعوا جماعات وفرادى الى اعلان موتها، وهذه كانت بدائلهم: دم وإرهاب وقتل واغتيال ممنهج». وكتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها: «أن يتجنب مثلاً الامين العام للامم المتحدة مؤخراً الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية التي يدفع ثمنها في نهاية المطاف المواطن السوري من حياته ودمه وأمنه». ورأت الصحيفة أن «المجموعات الإرهابية المسلحة مارست (عبر التفجير الانتحاري الجمعة) باعتداءاتها وخروقاتها لبند وقف العنف، شتى أشكال الارهاب وصوره مع وصول طلائع المراقبين الدوليين». واعتبرت ان «الصمت العربي والدولي حيال التفجيرات الارهابية الانتحارية التي شهدتها سوريا (...) شجع الإرهابيين على تكرار جرائمهم مرة تلو أخرى وسط تصفيق ودعم من بعض الدول العربية وتركيا». ولفتت الى ان «هذه الجرائم تمثل الورقة الوحيدة المتاحة بين أيدي هذه الدول لاستدعاء التدخل العسكري واسقاط الدولة والمجتمع في سورية». واتهمت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم من جهتها، دولاً عربية ب «التصعيد الشامل للعمليات الاجرامية»، لانها الوسيلة الوحيدة المتبقية «لإفشال خطة انان والعودة بها الى نقطة الصفر».