أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أمس، تأييد بلاده «للانتقال السياسي» في سورية لإنهاء عمليات إراقة الدماء المتصاعدة هناك بعد 18 شهراً من الاضطرابات، وكرر في الوقت ذاته معارضة بكين للتدخل الأجنبي بالقوة في الأزمة. وأبرزت تصريحات يانغ سعي بكين إلى التوفيق بين مطالب التغيير ومقاومة الضغوط الغربية لفتح المجال أمام التدخل العسكري. وقال الوزير في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون: «نحن ودول كثيرة نؤيد تخصيص مرحلة للانتقال السياسي في سورية، لكننا نؤمن أيضاً بأن أي حل يجب أن يجيء من الشعب السوري ويعكس إرادته... يجب ألا يفرض هذا من الخارج». وفي نهاية حزيران (يونيو) الماضي، انضمت الصين إلى قوى عالمية أخرى في الاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سورية. كما حضت الحكومة السورية مراراً على إجراء حوار مع المعارضة واتخاذ الخطوات اللازمة لتلبية المطالب العامة بالتغيير السياسي. لكن الصين متوجسة من أن تتحول مطالب بالتغيير إلى تدخل أجنبي، وأظهرت تصريحات يانغ هذا التوجس. ولا تريد الصين وروسيا تكرار السيناريو الليبي في سورية. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي، في إفادة يومية بعد تصريحات يانغ: «نرى أن سورية يجب أن تعلن بدء عملية انتقال سياسي بقيادة الشعب السوري في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنه يجب احترام استقلال سورية وسيادتها وسلامة أراضيها». وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أنه قال لمبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الجديد الى سورية الأخضر الإبراهيمي، إن «الصين تؤيد تماماً جهود الوساطة التي يقوم بها، ونأمل في أن تؤيد الاطراف كلها أيضاً جهوده للوساطة حتى يمكن ان يكون هناك حل مناسب وسلمي للموقف في سورية». وتابع: «في ما يتعلق بالقضية السورية، دعوني أؤكد أن الصين ليست منحازة إلى أي فرد أو أي طرف... نأمل في أن يمارس أعضاء المجتمع الدولي نفوذهم في شكل إيجابي لحمل كل الأطراف في سورية على تبني مسلك واقعي هادئ وبنّاء حتى يمكن أن تكون هناك بداية مبكرة للحوار السياسي والانتقال». وأضاف أن الصين تؤيد مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأقرت كلينتون بأنه «لم يعد سراً» أن الإدارة الأميركية تشعر بالإحباط من موقفَيْ روسيا والصين في شأن سورية. وقالت: «كلما طال امد النزاع، كلما زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة». وأكدت أن «أفضل مسار للتحرك يبقى الاتحاد في مجلس الأمن لإقرار عقوبات واقعية إذا ما واصل الرئيس (بشار) الأسد عنفه الوحشي ضد شعبه وتهديده امن المنطقة». وأضافت: «نأمل في أن نواصل اتحادنا خلف مسار حقيقي للتحرك قدماً لإنهاء العنف في سورية». وشددت على أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع الدول المتفقة في الرأي للتخطيط لليوم الذي سيترك فيه الاسد السلطة «لأننا مقتنعون بأنه سيفعل».