استبقت الصين وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى بكين امس، محذرة الولاياتالمتحدة من التدخل في النزاع على السيادة في بحر الصين الجنوبي. كلينتون التي تزور آسيا للمرة الثالثة منذ أيار (مايو) الماضي، ستلتقي اليوم الرئيس الصيني هو جينتاو ونائبه شي جينبيغ الذي يُرجح أن يخلفه في الرئاسة بعد مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني هذا العام. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية: «لاحظنا أن الولاياتالمتحدة تقول كثيراً إنها لا تنحاز الى طرف دون آخر. نأمل بأن تلتزم الولاياتالمتحدة بوعودها وتبذل مزيداً من الجهود المفيدة للسلام والاستقرار الإقليميين، لا العكس». وأوردت وسائل إعلام صينية تعليقات سلبية عن الجولة الآسيوية لكلينتون، إذ أفادت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا): «حتى إن أعلنت هيلاري كلينتون أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ شاسعة بما يكفي لتتسع للصين والولاياتالمتحدة، يبقى على واشنطن أن تتخذ تدابير عملية لتحسين علاقاتها مع الصين». وكتبت صحيفة «تشاينا دايلي»، أن «واشنطن تتظاهر بعدم التنبه الى ان مصالح الصين البحرية انتهكتها في شكل بالغ دول مثل الفيليبين وفيتنام، وهي في المقابل تساند تلك البلدان»، معتبرة أن «كثيراً من قرارات ادارة (الرئيس الاميركي باراك) اوباما تعطي انطباعاً بأنها تسعى الى الاستفزاز، وخصوصاً في ما يتعلق بمسائل مرتبطة بالصين». كما اتهمت صحيفة «غلوبال تايمز» الوزير الأميركية بأنها «تزيد من حدة الريبة بين الولاياتالمتحدة والصين»، مضيفة: «كلينتون تفشل، بوصفها وزيرة خارجية، في طرح هذه الحقيقة الجلية والبسيطة على الأميركيين: لا يمكن الولاياتالمتحدة على المدى البعيد، منافسة الصين والتعاون معها، سوى على قدم المساواة، وسيتقلص لديها في شكل متزايد إمكان السيطرة على الصين واحتوائها». كلينتون ترفض «الترهيب» وكانت كلينتون قالت في جاكرتا، في اشارة واضحة الى الصين: «تؤمن الولاياتالمتحدة بوجوب ألا يتخذ أي طرف خطوات من شأنها زيادة التوترات، أو أن تفعل أي شيء يُمكن أن يُعتبر استخداماً للقوة أو ترهيباً، لتعزيز مطالبها الخاصة بأراضٍ». واضافت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأندونيسي مارتي ناتاليغاوا: «نؤمن بأن على دول المنطقة العمل معاً والتعاون لتسوية الخلافات، من دون اللجوء الى استخدام القوة أو الترهيب، ومن دون تهديدات وطبعاً من دون أي استخدام للقوة». وحضت الصين والدول العشر الأعضاء في «رابطة دول جنوب شرق آسيا» (آسيان)، على تحقيق «تقدّم ملموس» في اتجاه التوصل الى «مدونة سلوك» في بحر الصين الجنوبي، تعارضها بكين. ودعت كلينتون خلال لقائها الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويون، الى «القيام بمزيد لتعزيز وتقوية صداقتنا وتعاوننا الثنائي في شكل أكبر».