أفادت مصادر متطابقة في غرب ليبيا أمس، بأن رتلاً من مقاتلي الزنتان توجه إلى العاصمة الليبية ل «استعادتها من قوات فجر ليبيا التي غزتها وعاثت فيها خراباً»، كما قال ناطق باسم كتائب «القعقاع» و «الصواعق» المحسوبين على مدينة الزنتان الجبلية غرب ليبيا. (للمزيد) وقال ل «الحياة» الجيلاني الداهش، عضو «قوة حفظ أمن مطار طرابلس» التي انسحبت منه في الأيام الماضية بعد اشتباكات مع قوات «فجر ليبيا»، إن «التوجه إلى طرابلس يأتي في أعقاب الانسحاب التكتيكي الذي اقتضته ظروف تقليل الخسائر ومحاولة عدم تعريض أرواح المقاتلين للخطر». في المقابل، أكد ل «الحياة» محمد الغرياني الناطق باسم «فجر ليبيا» معلومات لديها عن «حشود غادرت جبل نفوسة في اتجاه طرابلس»، لكنه قال إن أي تفاصيل لم تتأكد «في ضوء انتشار الكثير من الإشاعات والتسريبات غير الدقيقة». أتى ذلك في وقت أكدت الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان، إدانتها لتصاعد العنف في ليبيا، ودعت كل الأطراف إلى التوافق على وقف فوري لإطلاق النار، وأبدت رفضها ل «تدخل خارجي سيزيد من الانقسامات الحالية في ليبيا». وزار رئيس البرلمان الليبي الجديد عقيلة صالح القاهرة أمس، تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، «في إطار التشاور والتباحث في الأوضاع الليبية الراهنة»، كما أفاد بيان لوزارة الخارجية الليبية. وأجرى صالح محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري. في غضون ذلك، نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش ما تناقلته وسائل إعلام غربية عن مصادر أميركية اتهمت الإمارات ومصر بالوقوف وراء غارات شنتها طائرات مجهولة على مواقع «فجر ليبيا» في طرابلس الأسبوع الماضي. وقال الوزير الإماراتي إن «محاولة إقحام اسم الإمارات في الشأن الليبي هروب من مواجهة نتائج الانتخابات (في ليبيا) والشرعية التي أفرزتها، ورغبة الغالبية في ليبيا في الاستقرار والأمن». وأكد قرقاش على حسابه الخاص على «تويتر»، أن «زج اسم الإمارات ومصر في أحداث ليبيا مصدره واحد، وهو التيار الذي أراد من خلال عباءة الدين تحقيق أهدافه السياسية». وأضاف أن «الشعوب اكتشفت كذبهم وفشلهم». وزاد الوزير الإماراتي: «سيتضح جلياً وقريباً أن من يستهدف الإمارات هو من يرفض نتائج الانتخابات ونهج المؤسسسات، لأن هذه النتائج وهذا النهج لم يأتيا كما يشتهي»، وذلك في إشارة إلى تيار الإسلام السياسي في ليبيا. كما نفت مصر مجدداً أي تدخل عسكري «مباشر» في القصف الأخير لمواقع ميليشيات إسلامية في ليبيا، تعليقاً على تصريحات مسؤولين أميركيين نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» وتشير إلى إقلاع طائرات إماراتية من مصر لقصف هذه الميليشيات. وقال وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الليبي، إن «مصر ليست متورطة في أي عمل عسكري وليس لها أي تواجد عسكري على الأراضي الليبية». وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء صالح مع السيسي: «ليس لنا أي اتصال مباشر بأي عملية عسكرية» في ليبيا، غير أنه أكد أن مصر «تدعم القوات المسلحة الليبية من خلال (منحها) المهمات والتدريبات» التي تحتاج إليها. ورداً على سؤال حول التعاون بين مصر والإمارات لقصف الميليشيات الإسلامية في ليبيا، قال شكري: «لم أطلع على أي تصريح رسمي أميركي في هذا الشأن وهناك بعض الإشاعات في وسائل الإعلام وليس كل ما يأتي في وسائل الإعلام، مع احترامي لها، يتميز بالمصداقية والدقة».