كشف والد الطفلة «تالا» التي قتلت على يد خادمتها الإندونيسية خالد الشهري أنه رفض الالتقاء بالسفير الإندونيسي عبدالرحمن فاخر من أشهر عدة، كون طلب السفير غير رسمي، لافتاً إلى أن العفو عن القاتلة بالنسبة إلي من الأمور المستحيل حدوثها. وأشار الشهري في تصريح ل «الحياة» إلى أنه تسلم صك الحكم بالقصاص من قاتلة طفلته منذ شهر 8 الماضي، وهو متمسك بالقصاص منها، ولا يرى مبرراً لتأخير التنفيذ كون دم ابنته يمثل له حرقة وألماً، لأنه حتى الآن لم يأخذ حقها الشرعي من وقت وقوع الجريمة عام 2012، رغم اعترافها بالجرم وجميع الأدلة مثبتة. وعلمت «الحياة» بأنه لم يتبق سوى تنفيذ القصاص لإقفال ملف إحدى أشرس قضايا قتل الأطفال في السعودية على أيدي الخادمات، والتي نفذت بيد القاتلة الإندونيسية «كارتي ميدي تارسيم» بعد مصادقة المحكمة العليا منذ أشهر عدة على الحكم الصادر بحقها من محكمة ينبع، والقاضي بقتلها قصاصاً لقتلها الطفلة البريئة تالا الشهري وهي نائمة على سرير والدتها. وصدق حكم القصاص بعد نقض جزئية تعزير المدعى عليها «كارتي» بالجلد 50 جلدة مكررة أربع مرات تعزيراً بين كل دفعة ودفعة مالا يقل عن أسبوع، والسجن لمدة ثمانية أشهر لمحاولتها الانتحار بشرب الكلوركس بعد قتل الطفلة، إضافة إلى تعديل المحكمة العامة في ينبع حكمها السابق بتحديد القصاص من «كارتي» بالضرب بالسيف، إذ اكتفت بالنص على القتل قصاصاً من دون تحديد كيفيته بناء على قرار محكمة الاستئناف رقم 34282082 وتاريخ 29 – 7- 1434ه الذي أشارت خلاله إلى صدور قرار مجلس القضاء الأعلى رقم 266/2 في 21- 5-1410ه والذي يقضي بعدم تحديد آلة التنفيذ وأن يكتفي القضاة بالنص على القتل قصاصاً من دون تحديد كيفيته، إلا في حالة حصول قتل تستدعي المماثلة عند الاقتصاص، ما لم يكن القتل من المدعى عليه حصل بطريقة لا تحل المماثلة فيها. وحمل صك الحكم (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) تفاصيل جديدة مروعة من اعترافات الخادمة «كارتي» التي ذكرت: «أنه بعد يومين من بداية الأسبوع حاولت قتل الطفلة تالا الشهري إلا أني لم أستطع لخوفي من الشرطة، وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 10-11-1433ه وفي تمام الساعة السابعة صباحاً وعند عدم وجود أحد من أفراد أسرة كفيلي قمت بإغلاق الأبواب وذهبت للمطبخ الرئيس في الدور الأرضي وقمت بأخذ سكين متوسطة الحجم تستخدم للذبح». وأكملت القاتلة كارتي بقولها: «بحدود الساعة الثامنة صباحاً وأثناء حملي للسكين ذهبت إلى غرفة نوم زوجة كفيلي بالدور العلوي، إذ كانت ابنتهم تالا نائمة على جنبها الأيمن على سرير والدتها وبدأت نحرها بالسكين واستغرق مني الأمر دقيقة أو دقيقتين ثم قمت بوضع السكين بجانبها وذهبت إلى غرفتي وقمت بتغيير ملابسي». وأشارت القاتلة «كارتي» إلى أن سبب تغيير ثوبها الأحمر الذي كانت تلبسه وقت نحر الطفلة لتلطخه بالدماء وقامت بدم بارد بلبس جاكيت أزرق وقميص أبيض وبنطلون أخضر إلى أن قررت تناول مادة الكلوركس بحجم قارورة ماء صغيرة ثم توجهت إلى صالة المنزل وبدأت تتلوى من ألم الكلوركس حتى ساعة القبض عليها مرجعة القتل لسوء معاملة الأسرة. كما أشار صك الحكم للتقرير الطبي للقاتلة «كارتي» الصادر من مستشفى ينبع بتاريخ 10-11-1433ه حين وقوع الجريمة، وجود تقرحات بالفم مع تورم بسيط في الوجه وصعوبة بالكلام والبلع ولا توجد آثار كسور أو رضوض واضحة وحالتها مستقرة وشخصت بأنها محاولة انتحار بتناول مادة الكلوركس وأنها بحالة إدراك ووعي كاملين، كما أن علاماتها الحيوية ثابتة ومستقرة. يذكر أن تفاصيل القضية تعود إلى أن العاملة الإندونيسية «كارتي» أقدمت على نحر الطفلة « تالا» البالغة من العمر أربعة أعوام في أواخر أيلول (سبتمبر) 2012، لتتلقى والدة الطفلة الصدمة عند عودتها من عملها من المدرسة التي وجدت طفلتها الصغيرة غارقة في دمائها بعد أن نحرتها العاملة الإندونيسية بساطور، فيما تعرض والد الطفلة لحادثة مرورية أثناء تلقيه الخبر، وراح ضحية الحادثة سائق المركبة الأخرى وطفلته فرح.