انتقد رئيس البرلمان الجزائري محمد العربي ولد خليفة، توصيفاتٍ اعتبر أنها «تزرع اليأس والتهويل والإحباط» لدى الجزائريين بخصوص ما بات يوصف ب «حال الجمود» التي أصابت البلاد منذ إجراء انتخابات البرلمان في العاشر من أيار (مايو) الماضي. وكان رئيس البرلمان يشرف على افتتاح دورة الخريف أمام نواب المجلس ومن تبقّى من أعضاء الحكومة، التي جلس ستة من وزرائها الذين باتوا نواباً، مع كتلهم البرلمانية وليس في مقاعد الحكومة. ولم تغب التوصيفات القائلة بدخول البلاد مرحلة «فراغ» منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت قبل أربعة أشهر، عن كلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) محمد العربي ولد خليفة أمس. وهو قال إن «الرهانات والتحديات التي تنتظر الجزائر تقتضي تعميق الحوار بين مختلف التشكيلات السياسية الموجودة بالمجلس»، ودعا كل الهيئات الممثلة للمجتمع المدني إلى «المشاركة في هذا الحوار». وانتقد ولد خليفة ما سمّاه توصيفات «تزرع اليأس والتهويل والإحباط». وقال في كلمته التي افتتح بها دورة البرلمان الخريفية، إن «اختلاف التوصيف للوضع القائم في البلاد ظاهرة صحية ومؤشر على حرية التعبير»، داعياً إلى «تبني النقد والتقييم البنّاء الذي يختلف عن زرع اليأس والتهويل وإحباط المواطن». لكن «توصيفات اليأس»، التي فضّل رئيس البرلمان المنتخَب حديثاً انتقادَها، والناجمة عن غياب انطلاقة جديدة للحكومة عقب تشريعيات أيار (مايو) الماضي، كانت حاضرة في قاعة البرلمان من خلال غياب سبعة وزراء أنهيت مهماتهم قبل الانتخابات وبينهم وزير العدل، الذي حوّل إلى رئاسة المجلس الدستوري من دون أن يعيّن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة خليفة له. وخلال فترة التشريعيات أنهيت مهمات كل من وزير الأشغال العمومية عمار غول الذي انتخب نائباً عن العاصمة كمتصدر لقائمة «تكتل الجزائر الخضراء» وكلّف وزير السكن والعمران نور الدين موسى باستخلافه وإدارة شؤون الوزارة موقتاً إلى غاية تعيين وزير جديد. كما أنهيت مهمات وزير التعليم العالي رشيد حراوبية وحل محله وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار. كما تم إنهاء مهمات وزير البيئة وتهيئة الإقليم شريف رحماني وخلفه وزير الداخلية دحو ولد قابلية. وأنهى بوتفليقة أيضاً مهمات وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح واستخلفه وزير الصحة جمال ولد عباس في تصريف أعمال الوزارة موقتاً. كذلك أنهيت مهمات وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال موسى بن حمادي وعوّض موقتاً بوزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. وكلف بوتفليقة وزير الموارد المائية عبدالمالك سلال بتسيير شؤون وزارة النقل خلفاً للوزير عمار تو. وطغت أنباء إعدام ديبلوماسي جزائري في شمال مالي، على الجلسة الافتتاحية للدورة الخريفية، لكن وزراء في الحكومة رفضوا إعطاء تأكيدات، فيما كرر الوزير الأول أحمد أويحيى قوله «أرفض التعليق» كلما سأله صحافيون عن صحة نبأ الإعدام. وخالف عبدالعزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، سلوك بقية الوزراء وبينهم وزير الخارجية، ولمح إلى صحة الأنباء عن إعدام الديبلوماسي الطاهر تواتي قائلاً إن «الأنباء بدأت تتأكد، وما علينا إلا أن نقدم تعازينا لعائلته» إذا ما صح أن جماعة «التوحيد والجهاد» قد قتلته بالفعل. وفي وقت سابق أكدت وزارة الخارجية أنه «يجري حالياً التأكد من صحة» الخبر الذي أورده بعض المواقع الالكترونية بخصوص بيان الإعلان عن إعدام أحد موظفي القنصلية الجزائرية في مالي الطاهر تواتي.