بعدما راجت ظاهرة «تحدي دلو الثلج» وجذبت أشخاصاً من العالم من فنانين وسياسيين ورياضيين وأناساً عاديين، انطلقت ظاهرة أخرى حملت عنواناً مختلفاً هو «تحدي الرمال والركام»، وبدأت تغزو عواصم ومدناً عربية وعالمية. وإن كانت الأولى انطلقت بهدف الدعم المعنوي والمادي لمرضى «التصلب الجانبي الضموري»، فالثانية هدفها دعم غزة وأهلها المحاصرين تحت القصف العنيف الذي يطاول المنازل والمدارس والمستشفيات ويهدم الأحياء على ساكنيها. انطلقت الظاهرة بطريقة عفوية في غزة، لكنها سرعان ما امتدت الى أراضي السلطة الفلسطينية وغزت المدن العربية وبعض البلدان الاجنبية التي قرر بعض مواطنيها الدفاع عن غزة وشجب القصف الاسرائيلي الذي حصد الكثير من الابرياء والاطفال والامهات. كما انطلقت ظاهرة «تحدي دلو الرمال والركام» أمام كاميرات الشاشات والفضائيات العربية والاجنبية التي باشرت ببث مشاهدها وبدا من خلالها الاشخاص الذين راحوا يفرغون دلو الرمل والحصى والتراب على رؤوسهم، وهم من أعمار وجنسيات مختلفة، وظهرت على إحدى الشاشات فتاة صغيرة من المغرب تفرغ أمها على رأسها دلو التراب دعماً لأطفال غزة، كما قالت بصوتها الخجول. وبعدما شارك في «تحدي الثلج» نجوم كرة القدم، مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، والاسباني إيكر كاسياس، والهولندي روبن فان بيرسي، والمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إضافة إلى قادة سياسيين ورؤساء مثل باراك أوباما، وانتشرت مقاطع الفيديو للتحدي في كل مكان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أراد مستخدمون كثر تغيير التحدي للتضامن مع غزة. فنشرت هيئة الإغاثة التركية «اتش اتش اي» مقطع فيديو لمديرها في قطاع غزة وهو يقف أمام حطام في القطاع، قال فيه: «أنتم أوجدتم رسالة مهمة خاصة بالصهاينة والعلمانيين من خلال تحدي الثلج والماء البارد. ونحن أوجدنا لعبة لتكون رسالة مهمة خاصة بالعالم الإسلامي. تسقط على رؤوس أطفال غزة منذ أشهر القنابل، ويبقون تحت هذه الحجارة والأنقاض، على الأقل نريد من العالم الإسلامي، خصوصاً من زعمائهم، أن يقوموا ويأخذوا دلواً من الرمل ويصبوه على رؤوسهم». وانتشرت مقاطع فيديو في «فايسبوك و»تويتر» في وسمَي «غزة» و»gaza»، قام فيها مستخدمون باستبدال المياه بالرمل، وبرز مقطع للشاب محمد دروزة الذي قال: «إحنا إلنا بأطفال غزة إلي عم تنهد بيوتهم عليهم». وهناك من حاول في الفيديو استعمال تحدي «دلو الثلج» لتفسير أزمة المياه التي يعانيها قطاع غزة، كما ظهر شاب عرف بنفسه بأنه فادي من فلسطين، حمل الدلو بمحاولة لسكب ما فيه على رأسه ويكشف أن الدلو فارغ، معلّقاً: «يستنزف الاحتلال الإسرائيلي كل موارد الحياة الفلسطينية، يستهلك المستوطن الإسرائيلي سبعة أضعاف المواطن الفلسطيني يومياً. منذ الشهر الماضي يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة في أزمة مائية حقيقية». وبدأ تحدي «دلو الثلج» على سكب دلو من الماء البارد جداً والثلج على رأس الشخص، في إطار حملة لنشر التوعية في شأن مرض «التصلب الجانبي الضموري»، وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية والنخاع الشوكي ويسبب ضعفاً في العضلات، وقد يؤدي إلى الشلل. ولجمع التبرعات، فإما أن تتبرع بما لا يقل عن 100 دولار أو أن تطبّقه على نفسك وتتحدى ثلاثة ليقوموا بالمثل. وإن كانت ظاهرة «دلو الثلج» أثارت سجالاً بين مؤيدين لها ورافضين، فإن ظاهرة «الرمال والركام» لقيت رواجاً، خارج الطابع الاستعراضي الذي عرفته الأولى، إذ طالب كثيرون بالتبرع إلى المرضى عوض استعراض أنفسهم أمام الشاشات.