أكد الفنان يحيى الفخراني أنه لا يجامل أحداً على حساب فنه حتى ولو كان ابنه شادي. وأكد ان الجميع يعرف سياسته في العمل الفني، ولو لم يكن راضياً عن شغله مع شادي، كان من المحال أن يعمل معه، أو يسند له أعمالاً فنية ضخمة مثل مسلسلي «الخواجة عبدالقادر» و»دهشة». وأضاف الفخراني في حواره مع «الحياة» أن شادي خريج معهد السينما وعمل مساعداً للإخراج مع كبار المخرجين، لكن لم يخض التجربة إلا حينما أدرك تمكنه من جميع أدواته الإخراجية، مشيراً أنه ليس شرطا أن يعملا معاً في كل عمل، فلو أن هناك عملاً لشادي مقتنعاً به وليس متواجداً فيه، سيدعمه، وهو كذلك لو أن هناك عملاً لي وليس مناسباً لشادي فسأقدمه من دونه». بين دهشة ولير وتطرّق الفخراني إلى مضمون مسلسل «دهشة» وعلاقته بالملك لير، قائلاً: «كان هناك اتفاق بيني وبين عبدالرحيم كمال وشادي الفخراني على أن هذا الموضوع لن يتم تنفيذه إلا إذا اتفقنا بشكل جماعي. وبعدما قرأت الحلقات الأولى أدركت أن المؤلف أمسك بالعمل وبشخصية لير، كما يجب وقدمها في شكلها الجديد وفقاً لدراما صعيدية وتطرقنا من خلال المسلسل للنفس البشرية وما يدور داخلها. والعمل كان مختلفاً ويحتاج إلى متابعة دقيقة وتركيز شديد حتى يصل المشاهد لمضمونه، لأن الحلقات تقول أشياء كثيرة. وهذا المسلسل بالتحديد لن تستمتع به وأنت تشاهده بغير تركيز أو تشاهد منه مقتطفات سريعة. فلا بد أن تتم مشاهدته منذ البداية حتى النهاية، حتى تصلك الإنسانيات التي يقدمها. كما أن الجيل الجديد ابتعد عن الكلاسيكيات، وأثناء دراستي في كلية الطب وجدتهم في مرحلة الجامعة يكتفون بتقديم أعمال لنجيب الريحاني، فقمت بعمل خط آخر يقدم المسرح العالمي وتحوّلت للإهتمام بعروض المسرح القومي ورحت أشاهد عروضاً عالمية، وأقرأ المسرح العالمي، وشعرت بأن الجمهور لا بد أن يشاهد هذه الأعمال. وعندما طرحت الفكرة على الدكتورة هدى وصفي مديرة المسرح القومي وقتها وافقت على تقديم عرض «الملك لير»، وقررت خوض التجربة وتوقعوا أن عروضها لن تستمر أكثر من شهر ولكنها خالفت التوقعات واستمر عرضها تسعة أعوام بنجاح باهر. ولاحقاً سألت المؤلف عبدالرحيم كمال: هل تحب العمل على الملك لير؟ وهل يصلح أن يكون صعيدياً؟ ووجدت ترحيباً كبيراً من جانبه فكان مسلسل «دهشة». وأكد الفخراني أن هناك تفاهماً بينه وبين السيناريست عبدالرحيم كمال الذي يقدم له نصوصاً تلقى إعجابه، ويقدم له الأفضل دائماً. بعيداً من اللحية وعن رؤيته لما يقال عن أن هناك بعض التشابه في البناء الدرامي للشخصيتين اللتين قدمهما في مسلسلي «شيخ العرب همام» و«دهشة»، قال الفخراني: «كنت أخشى التكرار الشكلي فقط وبالتحديد في اللحية، لذلك اجتمعت مع شادي حتى توصلنا إلى ان اللحية لا بد أن تكون بعيدة عن لحية «شيخ العرب»، وقد سبق أن طلب مني شادي أن أطلق لحيتي بعد الخواجة عبدالقادر تحسباً لتقديم عمل جديد. وكنت قد اعتدت على مدار الأعوام الأخيرة أن أطلق لحيتي بعد كل عمل وشادي أصر عليها هذا العام، وكانت له رؤية هي أن شعر اللحية لا بد أن يكون ناعماً لأن الشعر بهذا الشكل سيفيد في مرحلة الجنون. والتزمت بتعليماته وكان محقاً في رؤيته كمخرج». وتطرق النجم يحيى الفخراني إلى تتر مسلسل «دهشة»، وقال: «عندما سمعت التتر اتصلت بالموسيقار عمر خيرت وقلت له: بهذه الموسيقى أنت تخطيت نص عبدالرحيم كمال ووصلت بإيجابية شديدة لشكسبير، فقال لي هذا هو طلب شادي وأنا وافقته الرأي، في عدم استخدام موسيقى تشير إلى الأجواء الصعيدية، لأنها موسيقى عالمية، وهذه الرؤية اتفق عليها الجميع من البداية ولاقت استحسان الناس». وأوضح الفخراني أن اختيار الفنانين المشاركين في المسلسل كان يتم بعناية وتركيز شديدين، حتى تتناسب كل شخصية مكتوبة مع الفنان المرشح لها، وهو لم يتدخل في أي ترشيح على الإطلاق، فكلها ترشيحات المخرج شادي الفخراني. كما أشار إلى أنه لا يفضل العرض الحصري، لكن الموضوع مرتبط بسياسة إنتاجية، ومن خلال تجربته الطويلة مع الدراما التلفزيونية أصبح غير مقتنع كثيراً بالعرض الرمضاني، «مسؤولية الفنان الأهم هي تقديم عمل بجودة عالية، ونسيان فكرة العرض الأول. كما أن مسلسل «دهشة» لن يحقق نسب مشاهدة كبيرة إلا من خلال العرض الثاني، وحتى من شاهده أول مرة لم يتمكن من متابعة جميع التفاصيل بسبب وجود أعمال كثيرة تزاحم على نسب المشاهدة خلال شهر رمضان». وعن الجديد في مشروع تقديمه لشخصية محمد علي باشا في عمل فني، قال: «أسعى لتقديم الشخصية من خلال فيلم سينمائي، تتم صناعته بشكل جيد، حتى يتخطى حدود المنطقة العربية، ويتم عرضه دولياً، بشرط أن يتم الإنفاق عليه جيداً من خلال إنتاج ضخم وحالياً هناك أكثر من جهة إنتاج سيتم الاتفاق مع إحداها خلال الفترة المقبلة وأتمني أن يخرج المشروع للنور».