عبّرت الفنانة يسرا اللوزي عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية التي وصلتها حول مسلسل «دهشة» ونجاحه مع الجمهور والنقاد معتبرة أن فريق العمل الذي تضمن مجموعة من النجوم، كان على مستوى رفيع في الكتابة والإخراج والتمثيل، وكذلك شركة الإنتاج مؤكدة أنهم جميعاً بذلوا «مجهوداً كبيراً ليظهر المسلسل بهذا الشكل المتميز». وعن ترشيحها للمشاركة في العمل الذي قام ببطولته النجم يحي الفخراني، أشارت يسرا ل»الحياة» أنه أثناء تصوير مسلسل «آدم وجميلة» تلقت اتصالاً من المخرج شادي الفخراني، وبعدها اتصل المنتج صادق الصباح. و»لكني، عندما قرأت سيناريو عبد الرحيم كمال قابلت شادي الفخراني وأبلغته بمخاوفها من الدور خصوصاً أن دور «كورديليا» أعتبره من أصعب الأدوار الدرامية منذ قرأت مسرحية «الملك لير» وشاهدت أكثر من فيلم عالمي يجسد الرواية» انطلاقاً من هذا تقول يسرا إنها كانت مدركة أن الدور صعب، يضاف إلى ذلك عامل اللهجة الصعيدية الذي كان يصعب إتقانها مع تجسيد هذه الشخصية، فالطبيعي أن تتقن اللهجة أولاً حتى تتفرغ لتجسيد الشخصية التي تحمل قدراً كبيراً من المشاعر. أول مرة مع الفخراني وأشارت يسرا اللوزي إلى أن مسلسل «دهشة» كان المرة الثالثة التي تُرشّح فيها لمشاركة الفنان يحيى الفخراني أحد أعماله، لكنها المرة الأولى التي تتعاون معه فيها. فهو كان اتصل بها بنفسه من قبل للعمل معه في مسلسل «المرسي والبحار» ووقتها أبلغته أنها ما زالت تدرس ولا تستطيع العمل. ولأنه فنان كبير احترم رأيها يومها ولم يأخذ منها موقفاً، ثم رشحها بعد ذلك لدور ابنته في فيلم «محمد علي باشا»، الذي لم يتم تنفيذه. وتقول الفنانة الشابة اليوم، أن يحيى الفخراني يمتلك قدرات كبيرة «وهو موهوب وعملاق في التمثيل. لكنه وعلى رغم ذلك لا يعيش دور النجم الأوحد أو يتعالى على من حوله، ولا يعتمد على نجاحه في الأعمال السابقة. بل يجتهد لتقديم كل دور جديد له بشكل جيد. وهو حريص على تقديم الأفضل دائماً ويحب عمله ويخلص لجمهوره». وأكدت أنه كان يبهرها في كل مشهد تقف فيه أمامه ويشعر كل من حوله أنه صديق للكاميرا حيث يبدع أمامها. وكانت تتعجب كيف يخزن طاقته ولا يستهلك نفسه في البروفات. «إنه هو فنان محترم وملتزم يأتي قبل مواعيد التصوير بوقت كاف ويتعامل مع الجميع بمنتهى التواضع والإنسانية». وحول أن المسلسل مأخوذ عن رواية «الملك لير» لويليام شكسبير، أوضحت أن هذا أمر مشروع في العمل الدرامي ومتعارف عليه في كل دول العالم، وقد تم تقديمها من قبل في أكثر من فيلم أميركي. «المهم هنا أن تكون المعالجة الدرامية مناسبة للمكان والبيئة الثقافية التي طوع العمل من أجلها»، وهذا ما حدث كما تقول مع «دهشة» فقد تم مراعاة أن الأصل آت من بلد آخر بثقافة وعادات وتقاليد مختلفة. وعموماً الكلاسيكيات مثل «الملك لير» أو «هاملت» من الممكن أن تقدم بأكثر من شكل. شخصيتان متشابهتان وأكدت يسرا أن «كورديليا» في «الملك لير»، و»نعمة» في «دهشة»، شخصيتان متشابهتان ولكنهما قدمتا في سياق مختلف. صحيح أنها لم تشاهد «الملك لير» على المسرح، لكنها قرأت المسرحية وشاهدت فيلمين عن نفس الرواية أحدهما سوفياتي والثاني إنكليزي ونص مسرحية «الملك لير» صالح للعرض في أي زمان، فالقصة تتحدث عن مأساة رجل، وطمع بناته. وأكدت أنها استمتعت بدورها وبالمسلسل معتبرة أن ما قدمته كان أفضل رد على الانتقادات التي وجهت لها من قبل، والتي صنفتها على أنها مجرد ممثلة ملامحها جميلة تخرجت من الجامعة الأميركية وتصلح فقط للأدوار الرومانسية. وبالتالي فإنها أثبتت من خلال عدد من الأعمال أنها فنانة محترفة قادرة على تقديم كل الأدوار وهي تبحث دائماً عن الدور المختلف الذي يخرج قدراتها التمثيلية. لذلك، تتأني وتدقق في أعمالها الفنية ولا تبحث عن الانتشار عن طريق تقديم أعمال كثيرة بقدر ما تبحث عن التجويد. وعن الرسالة التي حاول مسلسل «دهشة» تقديمها للمشاهدين، قالت: «لا أرى أن الفن يقدم رسالة بمعناها التربوي. هو في المقام الأول ترفيه حتى لو كان الموضوع الذي يحمله العمل كئيباً أو رعباً. فهو شيء مرتبط بالحس والمشاعر الإنسانية التي تجذب الإنسان وتؤثر فيه بأشكال مختلفة، حيث ممكن أن تجعله مثلاً يطرح أسئلة معينة بينه وبين نفسه، أو أن يضع نفسه في نفس مكان البطل، أو نفس الموقف. لكن أن يعطي الفن درساً في الأخلاق فأمر ليس متاحاً في كل الأعمال. يجوز أن تكون هناك حالات استثنائية وممكن أن تكون قصة حقيقية من الواقع تبدأ نفس بدايتها، لكنها تنتهي نهاية مختلفة بمعنى آخر، وهذا يتوقف على طبيعة العمل وكيفية استقبال الجمهور له».