قاد الفنان المخضرم يحيى الفخراني هذا العام، انقلابا ناعما غير من خلاله موازين الدراما المصرية التي عانت وما تزال من فقر في الإبداع والأفكار والأداء، إلا في عدد محدود من الأعمال التي لفتت الانتباه، وهي الحالة التي تعاني منها الدراما المصرية منذ عشر سنوات مضت، مما فتح الباب على مصراعيه للدراما السورية والتركية والهندية والمكسيكية، لمزاحمتها بل وجذب المشاهد المصري والعربي. يعود الفخراني هذا العام كعادته مدهشا بمسلسل درامي جديد يحمل اسم "دهشة"، فالرجل لا يمثل فحسب، وإنما يعطي دروسا في التمثيل في كل مشهد في كل حلقة، لدرجة جعلت كل من يقف أمامه من ممثلين وممثلات في العمل يخرجون عن النص المكتوب، مرتجلين بعبارات وكلمات أفضل مما كتب في النص، بحسب قول حنان مطاوع ويسرا اللوزي، مؤكدين أنها حالة قلما تتوافر إلا في وجود فنان بحجم الفخراني. "دهشة" الفخراني هذا العام تختلف عن الأعمال السابقة، فالعمل ليس مجرد منبع تاريخي وإنما معين أدبي، حيث إن الكاتب عبدالرحيم كمال كان يحلم لسنوات طويلة باقتباس مأساة ويليام شكسبير "الملك لير"، وتقديمها ضمن أجواء صعيدية بشكل تام في عمل تليفزيوني، مع مزجها برصيده من الحكايات المتوارثة التي كان يرويها له أجداده، ووضع كل هذا المزيج في قرية مُتخيلة بالكامل أسماها "دهشة". ويعد هذا المسلسل الذي يعرض حاليًا ضمن السباق الدرامي، هو التعاون الثاني الذي يجمع بين الفنان يحيى الفخراني وابنه المخرج شادي، والمؤلف عبد الرحيم كمال بعد النجاح الكبير الذي لاقاه عمله الفائت "الخواجة عبد القادر" في عام 2012، فالعمل لم يظهر عبقرية الفخراني فحسب، وإنما شهد مولد نجوم كبار بارعين في الأداء وإتقان اللهجة الصعيدية، كما لو كانوا ولدوا في نجوع وكفور قرى الصعيد، ومنهم يسرا اللوزي، وحنان مطاوع. الفخراني، الذي قرر أن يترك السينما منذ آخر فيلم له، وهو "مبروك وبلبل"، أول أفلام المخرجة ساندرا نشأت الذي عرض عام 1998، ليتفرغ للدراما التليفزيونية استطاع على مدار مسيرته الفنية أن يحقق نجومية فائقة"، ليحفر هذا العام اسما جديدا له، وهو "الباسل" في مسلسله "دهشة".