قررت الخرطوم أمس تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تموز (يوليو) المقبل إلى شباط (فبراير) 2010. وقالت إن اقليم دارفور سيستثنى من الانتخابات في حال لم تتوصل أطراف النزاع الى تسوية للأزمة حتى ذلك الوقت، في وقت أجرى المبعوث الأميركي الخاص الى السودان سكوت غرايشن في اليوم الأول لزيارته للسودان محادثات مع المسؤولين ركزت على معالجة القضايا العالقة من أجل فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين. وقال رئيس مفوضية الانتخابات بالوكالة عبدالله أحمد عبدالله في مؤتمر صحافي أمس ان المفوضية اقرت تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تموز المقبل الى شباط 2010 بسبب تعذر اكتمال الاجراءات اللوجستية والفنية واقتراب فصل الخريف الذي يعطل حركة السير في معظم مناطق البلاد، بالإضافة الى عدم اكتمال السجل الانتخابي المرتبط بالإحصاء السكاني الذي لم تعلن نتائجه بعد. وأضاف ان دارفور يمكن ان تجري فيها الانتخابات إذا جرى اتفاق سلام أنهى الحرب الدائرة في الاقليم منذ 2003، موضحاً انه في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه فإن الانتخابات لن تجري هناك، لافتاً الى ان السودانيون في دول المهجر سيشاركون في الاستحقاق الانتخابي عبر 15 مركزاً منتشراً في دول المهجر. وكشف عبدالله ان مفوضية الانتخابات رفضت طلباً من أحزاب مشاركة في السلطة بتعجيل الانتخابات الرئاسية واجرائها منفصلة عن الانتخابات البرلمانية والمحلية، ونفى في شدة ان تكون هناك عوامل سياسية وراء تأجيل الانتخابات عن موعدها. وستكون الانتخابات المقبلة معقدة لأنها ستجري على مستويات عدة تشمل الرئاسية والبرلمانية وبرلمانات الولايات وحكام الولايات ورئيس حكومة اقليمالجنوب وبرلمان الجنوب. وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية هددت بأنها لن تكون طرفاً في انتخابات لا تشمل دارفور، ويمكن ان تقاطعها لأنها ستؤدي الى تأزيم الأوضاع السياسية ويمكن ان تدفع الاقليم الى المطالبة بتقرير مصيره، ولكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يرى ان الانتخابات جرت في مناطق في جنوب السودان خلال مرحلة الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 21 عاماً. موفد أوباما وأبلغ (رويترز) المبعوث الأميركي الخاص الجديد السودان أمس الخميس بأنه جاء كي «يرى ويطّلع ويستمع» وعبّر عن أمله في صداقة وتعاون الخرطوم، في ما يعد تغيّراً في نغمة واشنطن تحت قيادة الرئيس باراك أوباما. وقال المبعوث الأميركي سكوت غرايشون للصحافيين في الخرطوم مستخدماً بعض العبارات العربية: «الأمر متروك للحكومة السودانية لتقرر كيف تريد ان تستمر العلاقات. آمل أن تكون من خلال الصداقة والتعاون». وهذه أول زيارة للجنرال السابق في سلاح الجو الأميركي للسودان منذ أن عيّنه أوباما الشهر الماضي مبعوثاً خاصاً للسودان الذي تمزقه الحرب. واختاره أوباما لخبرته الواسعة في المنطقة ليقود الجهود الأميركية الخاصة بالوضع الانساني المتردي في اقليم دارفور (غرب السودان). وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق إن السودان يرحب بالتغيير في نغمة واشنطن. وأضاف أن المبعوث الأميركي «أبلغ بأن السودان يدرك أن الولاياتالمتحدة دولة مهمة جداً في العالم وان السودان يرغب دوماً في الحفاظ على علاقات طبيعية وودية مع الولاياتالمتحدة». ووجهت القوى الغربية انتقادات للسودان في شأن ازمة دارفور واصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير في اتهامات بتدبير جرائم حرب في الاقليم. وأوفد أوباما غرايشون على وجه السرعة لإبلاغ الخرطوم بأن السودان يواجه أزمة وشيكة بسبب قراره طرد بعض وكالات الاغاثة من دارفور اثر قرار المحكمة الجنائية. ورغم انها ليست من الدول الموقعة على معاهدة تشكيل المحكمة الجنائية، الا ان واشنطن أيدت قرار اعتقال البشير المتهم في سبع جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وان لم تشمل التهم تهمة الابادة الجماعية. ومن المقرر ان يزور المبعوث الأميركي دارفور وجوبا عاصمة الجنوب بعد محادثاته في الخرطوم مع مسؤولين سودانيين. وأضاف: «هدف الزيارة هو الاطلاع. حضرت الى هنا من دون أي تصورات أو أفكار مسبقة أو حلول. أتيت هنا كي أرى واطّلع واستمع. ترغب الولاياتالمتحدة والسودان أن يكونا شريكين لذا نتطلع الى فرص لبناء علاقات ثنائية أوثق».