واصلت امس جماعات «الحراك الجنوبي» تظاهراتها في بعض المحافظات اليمنية الجنوبية بمشاركة آلاف الأشخاص المطالبين بانفصال جنوب اليمن عن دولة الوحدة التي تحققت مع الشمال منتصف العام 1990. وبعد تظاهرة في لحج أول من امس، نظم «الحراك» تظاهرة ثانية في الضالع امس للاحتفاء بالقيادي الجنوبي احمد الحسني العائد من المنفى، والذي كانت السلطات اليمنية اعتقلته بعد وصوله إلى مطار عدن قبل نحو أسبوعين، ثم أطلقته بناء لتوجيه من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتحت ضغط تظاهرات الاحتجاج. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «فك الارتباط مطلبنا» و «الاستقلال خيارنا». وفي كلمة ألقاها في التجمع، اتهم الحسني أحزاب «اللقاء المشترك»، وهي المعارضة السابقة التي تشارك حالياً في الحكومة، ب «العمل على محاربة وإجهاض الثورة الجنوبية المطالبة بالحرية والاستقلال». وقال في كلمته «لدى هذه الأحزاب مخططات لوأد الثورة الجنوبية، فهي تسعى جاهدة لنشر الفتنة بين الجنوبيين بهدف زرع الشقاق والتناحر لإبقاء الاحتلال لأرض الجنوب»، ودعا أبناء الجنوب إلى «تفويت الفرصة على هذه القوى من خلال القبول بالرأي الأخر الجنوبي ولو كان هذا الرأي يعارض رأيكم». وحذر الحسني ما سماه «نظام الاحتلال» في إشارة إلى الحكومة في صنعاء، من «التمادي في إجراءاته التعسفية والقمعية واستمرار القتل لأبناء الجنوب بهدف إرهابهم ومنع إقامة مؤتمرهم التوحيدي لقوى الاستقلال». وتعتقد السلطات اليمنية أن الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض الذي يواليه الحسني، تلقى أموالاً من إيران لدعم الجماعات الانفصالية في الجنوب وإدارة نشاطها من بيروت حيث يقيم. ويأتي هذا التطور في وقت يسعى الرئيس هادي إلى ضمان مشاركة «الحراك الجنوبي» في مؤتمر الحوار الوطني الذي تجري الاستعدادات لعقده في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قدمت قبل أيام إلى الرئيس قائمة من 20 مطلباً للتهيئة للمؤتمر، حظيت القضية الجنوبية بأهمها، وبينها توجيه اعتذار إلى أبناء المحافظات الجنوبية من جميع الأطراف التي خاضت حرب صيف العام 1994، وإعادة الموظفين الحكوميين والعسكريين الذين سرحوا بعد الحرب إلى وظائفهم، وصرف مستحقات المتضررين، وإنهاء كل ما خلفته تلك الحرب في الجنوب. على صعيد آخر، قتل أربعة أشخاص على الأقل يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة، في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار ليل الأربعاء - الخميس واستهدفت سيارة كانت تقلهم في مديرية القطن بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن). وأكدت ل»الحياة» مصادر محلية أن طائرة من دون طيار استهدفت سيارة دفع رباعي في منطقة العقاد، كان على متنها 4 أشخاص يعتقد أنهم مرتبطون بتنظيم «قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية»، فلقوا مصرعهم جميعاً وتفحمت جثثهم بحيث تعذر التعرف إلى هوياتهم. وفي الإطار نفسه، اعتقلت قوات الأمن في مطار الحديدة (غرب) مساء الأربعاء ثلاثة أشخاص قادمين من صنعاء، للاشتباه بارتباطهم ب «القاعدة». وأوضحت مصادر أمنية أن احدهم سوري الجنسية يدعى مالك درويش والآخرين يمنيان هما هشام المؤيد وأحمد الكبسي.