قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية المعنية بحقوق الإنسان أمس إن الطائرات والمدفعية السورية قصفت عشرة مخابز على الأقل في حلب على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية مما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا يقفون في الطوابير لشراء الخبز واتهمت الجيش السوري باستهداف المدنيين. وقالت المنظمة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً إن الهجمات كانت إما متعمدة أو كانت تتم من دون اهتمام بتفادي مئات المدنيين الذين اضطروا للاصطفاف أمام عدد متناقص من المخابز في اكبر مدينة سورية والتي اصبحت من خطوط الجبهة في الصراع السوري. وقالت هيومن رايتس ووتش: «أقل ما يقال إن الهجمات عشوائية ومستهترة ويشير نمط وأعداد الهجمات إلى أن القوات الحكومية تستهدف المدنيين». وأضافت: «الهجمات العشوائية المستهترة وكذلك الهجمات المتعمدة كلهما من جرائم الحرب». وتابعت المنظمة التي أوفدت باحثاً منها إلى حلب أن هجوماً يوم 16 آب (أغسطس) أسفر عن مقتل نحو 60 شخصاً وإصابة أكثر من 70. وأجبر نقص المواد الغذائية في حلب الكثير من المخابز على إغلاق أبوابها مما يؤدي الى تكون صفوف طويلة للحصول على الخبز مما تبقى منها. وقال أولي سولفانج الباحث في هيومن رايتس ووتش الذي زار حلب: «يوماً بعد يوم يصطف سكان حلب للحصول على الخبز لأسرهم وبدلاً من ذلك تخترق الشظايا أجسامهم من القنابل والقذائف الحكومية». وأضاف: «عشر هجمات على المخابز ليست عشوائية... إنها تظهر لا مبالاة بالمدنيين وتشير بقوة إلى محاولة استهدافهم». وبدأ آلاف من مقاتلي المعارضة من ريف حلب الانتقال الى داخل المدينة في تموز (يوليو). ونقل كثيرون مقاتليهم إلى المدارس ومبان أخرى في الأحياء السكنية، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين مع قصف قوات النظام المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالطائرات والمدفعية. وقالت هيومن رايتس ووتش إنه في خمس من الحالات التي حققت بها لم يكن هناك هدف عسكري قرب المخابز سوى عدد محدود من المقاتلين الذين كانوا يحفظون النظام بطوابير الخبز، مما يعني أن هذه المناطق كانت «أهدافاً مدنية بوضوح». ومضى سولفانج يقول: «كل طيار تعمد إطلاق صاروخ على طابور للمدنيين ينتظرون الحصول على الخبز وكل قائد يعطي مثل هذا الأمر يجب أن يحاكم على تلك الجرائم».