البرغل والرز الأبيض من أكثر المواد الغذائية استهلاكاً في البلدان العربية. وكان البرغل هو السيد على الموائد العربية بلا منازع، ولكن مع انتشار استعمال الرز تراجعت مكانته، ومن أجل هذا أخذ الناس يتندرون على البرغل بالقول: «العز للرز والبرغل شنق حالو». ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين صفات كل من البرغل والرز المطبوخين، لوجدنا أن النتيجة تأتي لمصلحة الأول بامتياز، وهنا عرض لهذه الصفات: إن 100 غرام من البرغل تعطي حوالى 6 غرامات من المواد البروتينية، في حين أن الكمية نفسها من الرز تعطي ما يقارب 4 غرامات. والمواد البروتينية مهمة جداً للإصلاح وعمليات البناء في الجسم، لكن عيبها أنها غير كاملة لأنها تفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية، من هنا يجب تأمينها من مصادر أخرى. كمية الألياف في البرغل أعلى من نظيرتها في الرز، فمئة غرام من الأول تحتوي على 8 غرامات من الألياف، في حين أن 100 غرام من الرز لا تعطي سوى 0.6 غرام . وغني عن التعريف ما للألياف من منافع تنعكس ايجاباً على الصحة، خصوصاً بالنسبة الى الأنبوب الهضمي الذي يحتاج إليها من أجل ضمان حسن سير وظيفته وفي منع الإصابة بالإمساك الذي بات منتشراً بكثرة بسبب قلة الواردات من الألياف في الوجبات. 100 غرام من البرغل تعطي 0.60 غرام من المواد الدهنية، بينما الكمية نفسها من الرز تعطي حوالى 0.21 غراماً. وعموماً فإن هذه الأدهان غينة بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تحمي القلب والأوعية الدموية. من جهة الفيتامينات، فإن البرغل يتفوق على الرز في بعض منها، خصوصاً الفيتامين حامض الفوليك، فمئة غرام من البرغل تعطي 14 ميكروغراماً من الفيتامين المذكور، وفي المقابل، في الكمية نفسها من الرز لا نجد سوى 2 ميكروغرام. والفيتامين حامض الفوليك مهم جداً خصوصاً للحوامل من أجل الوقاية من الإجهاض ومنع اصابة الجنين بالتشوهات الخلقية. على صعيد المعادن، فإن البرغل أغنى بها من غريمه الرز، خصوصاً في ما يتعلق بالكلس، والبوتاسيوم والحديد، واليود، والسلينيوم، والمغنيزيوم، والنحاس، والزنك . - إن السكريات الموجودة في الرز الأبيض تشكل عبئاً على غدة البانكرياس، لأنها تمتص على عجل من قبل الأمعاء، وتتسبب في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم، وبالتالي تجبر البانكرياس على طرح كمية كبيرة من هرمون الأنسولين الذي ينضب مخزونه في الغدة المذكورة وهذا ما يشجع على استيطان الداء السكري النوع الثاني. لقد بينت الدراسات أن الذين يعتمدون البرغل في وجباتهم الغذائية هم أقل تعرضاً لعدد من الأمراض الخطيرة، مثل السمنة، والداء السكري النوع الثاني، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسرطانات.