فطائر السبانخ من الأكلات الشعبية المنتشرة بكثرة في البلدان العربية، وهي تتألف في شكل رئيس من العجينة، والحشوة التي تتكون من السبانخ والبصل والتوابل العشبية. أما الطاقة الموجودة في فطائر السبانخ، فإن المئة غرام منها تعطي حوالى 150 سعرة حرارية وهي كمية متوسطة نوعاً ما. وتصنع عجينة الفطائر عادة من الدقيق الأبيض، الذي يحضر من القمح بعد إزالة قشرته (تعرف بالنخالة وهي الغطاء الصلب لحبوب القمح) التي تزخر بالقسم الأعظم من الفيتامينات والمعادن والألياف، وبناء عليه فإنه بضياع هذه القشرة يضيع أكثر من 75 في المئة من الفيتامينات والمعادن، وأكثر من 95 في المئة من الألياف. في المختصر إن الدقيق الأبيض يفقد جميع المواد الجيدة، فضلاً عن غناه بالسكاكر السريعة الامتصاص التي تذهب الى مجرى الدم بسرعة البرق، الأمر الذي يضطر البانكرياس لطرح كميات أكبر من هورمون الأنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم، وهناك اتهامات كثيرة تلقي اللوم على الدقيق الأبيض بأنه يرفع خطر الإصابة بالداء السكري وبعض الأمراض الأخرى. أما عن السبانخ التي تشكل المكون الأساس للفطائر، فحدث ولا حرج، فهي تنتمي إلى عائلة الخضروات الورقية الخضراء التي تتمتع بسمعة طيبة في الأوساط الشعبية والطبية، وتأتي هذه السمعة من فوائدها الكثيرة وهي: خفض أرقام ضغط الدم بفضل غناها بالأملاح المعدنية خصوصاً البوتاسيوم والكلسيوم والمغنيزيوم. المساعدة في بناء أنسجة جديدة، وتسريع عملية اندمال الجروح. الوقاية من الإمساك لاحتوائها على كمية وافرة من الألياف الغذائية. المحافظة على سلامة العين، ومنع تدهور مرض داء الشبكية الاستحالي المرتبط بالتقدم في السن. خفض مستوى الكوليسترول في الدم وإبعاد شبح الأمراض القلبية الوعائية. الوقاية من فقر الدم نظراً الى غنى السبانخ بعنصر الحديد. حماية الخلايا الطبيعية والحؤول دون تحولها إلى خلايا خبيثة لوجود نسبة عالية من الحامض الأميني الهيستيدين. عرقلة زحف الشيخوخة بسبب غناها بمضادات الأكسدة خصوصاً مركب اللوتيئين. تفيد المرأة الحامل والجنين لغناها بالفيتامين حامض الفوليك. أما في شأن البصل ففوائده غنية عن التعريف، فهو منشط ومضاد للتعفن لغناه بالفيتامين سي. ويضبط مستوى سكر الدم وينظمه لأنه يحتوي على مركب الكلوكينين الذي يشبه في عمله هورمون الأنسولين. وفي البصل مواد قاتلة للميكروبات أقوى من البنسيلين. كما يحتوي البصل على خمائر مفيدة للهضم، وعلى مواد منشطة للقلب والدورة الدموية والغدد، وأخرى مدرة للبول والمفرزات الصفراوية، وثالثة تنزل شحوم الدم، إضافة إلى مركبات مضادة للأكسدة أهمها مركب الكيرسيتين الذي يحمي من السرطان، وعلى هذا الصعيد أكدت دراسة حديثة أجريت في مركز الأبحاث السرطانية في ولاية هاواي أن مركب الكيرسيتين هو الأقوى بين مضادات الأكسدة في إبعاد شر السرطان مقارنة مع الفلافونيدات والنارنجينات. [email protected]