كشف محسن بهنسي عضو هيئة الدفاع عن خلية «التكفير والهجرة» التي أعلنت مصر ضبطها أخيراً، أن أعضاء فيها أقروا خلال تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا معهم بأنهم كانوا يسعون إلى دعم عمليات «المقاومة» ضد القوات الأميركية في أفغانستان والعراق من خلال المساعدة في تطوير عملياتها في البلدين. غير أنه شكك في أقوال المتهمين وقال إنها «جاءت ضد إرادتهم خشية التعذيب من سلطات الأمن وكذلك بعد الضغط النفسي الذي تعرضوا إليه من خلال احتجازهم فترات ناهزت خمسة أشهر في مكان غير معلوم». وقال بهنسي ل «الحياة» إن النيابة تحقق مع أعضاء الخلية الآن في تفاصيل تكوينها قبل أن تنتقل في مرحلة مقبلة إلى طبيعة نشاطها، موضحاً أن أعضاء الخلية متهمون ب «تكوين جماعة هدفها الإضرار بالأمن القومي ومصالح البلاد وتكفير الحاكم وحيازة أسلحة ومفرقعات والمشاركة في أعمال قتل وسرقة والشروع في أخرى». وكانت السلطات المصرية أعلنت أن أعضاء خلية أصولية تعتنق فكر جماعة «التكفير والهجرة» قاموا بعمليات سطو مسلح على متاجر وخططوا لعمليات إرهابية في البلاد ضد أهداف حيوية مهمة. وأوضحت وزارة الداخلية أن الخلية تضم 25 مصرياً وفلسطينياً ويقودها محمد فهيم حسين وأنها «تتواصل مباشرة من خلال شبكة المعلومات الدولية (انترنت) مع عناصر وتنظيمات إرهابية في الخارج، وأنها فتحت قنوات اتصال مع تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني المرتبط بفكر ونشاط تنظيم القاعدة». وقالت إن «بعض عناصر الخلية من شباب المهندسين والفنيين، تمكنوا من تصنيع دوائر إلكترونية للتفجير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وتطوير استخدام موقتات زمنية إلكترونية ودوائر تفجير من بُعد باستخدام الهواتف المحمولة». وكشفت التحقيقات سعي المتهمين الى «تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد ضد أهداف حيوية مهمة، بعدما حققوا اتصالاً بأحد الكوادر القيادية لتنظيم القاعدة في الخارج، وأن الخلية درست استهداف سفن أجنبية تمر عبر الممر الملاحي لقناة السويس وخطوط أنابيب بترولية». وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات ل «الحياة» إن المتهمين محمد خميس وياسر فتحي أقرا بأنهما شاركا في السطو على متجر مجوهرات يمتلكه قبطي في منطقة الزيتون في القاهرة العام الماضي، فيما قال عضو هيئة الدفاع عنهم محسن بهنسي إن متهمين ذكروا خلال تحقيقات النيابة معهم بأنهم «صمموا أشكالاً هندسية لمحرك سيارة يمكنها من السير من دون سائق لإرساله إلى أعضاء المقاومة العراقية والأفغانية عبر الإنترنت لمساعدتها في عملياتها ضد القوات الأميركية بما يمكنها من استهداف هذه القوات من دون عمليات انتحارية». إلا أنه أوضح أن هذه الأقوال تظل مشكوكاً في صحتها لأن «المتهمين لم يكونوا في حالة طبيعية، كما أن أقوالهم متضاربة». وأوضح أن المتهم أحمد السيد محمود أبلغ النيابة بأنه تعرض إلى التعذيب وطلب دفاعه وقف التحقيقات معه لحين ورود تقرير الطب الشرعي، مشيراً إلى أن المتهم عرض على الطب الشرعي أمس ومن المنتظر صدرو التقرير مطلع الأسبوع المقبل.