لم تكن الدنيا تتسع لفرحتهما حين ولدت قبل 24 عاماً، إذ جاءت سالي بعد ثلاث أولاد، وكبرت أمام ناظر والديها، إلا أنها تختلف عنهم بإصابتها بمرض ضمور المخ وتيبس الإطراف والتشنجات، مما حرمها من اللعب والفرح مع أشقائها منذ ولادتها. يقول والد سالي: «ابنتي مصابة بضمور المخ وتيبس الأطراف من صغرها، وإذا لم تتناول العلاج خلال ثلاثة أيام تصاب بتشنجات حادة، مما يصعب السيطرة عليها»، مشيراً إلى أنه يعاني كثيراً من حملها والتنقل بها في سيارته الصغيرة. ويضيف: «يقوم أشقائي وأبنائي بمساعدتي في حملها، فأنا كبير بالسن ومصاب ببعض الأمراض، فلا قوة لي، فهي لا تستطيع القيام بوظائفها اليومية مثل بقية الأشخاص العادين وتعتمد علينا بشكل كبير، ابنتي بحاجة إلى عناية وسيارة خاصة بالمعاقين». لافتاً إلى أنه يراجع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ ست سنوات من أجل تأمين سيارة خاصة بالمعوقين ولا حياة لمن تنادي. ويحتم وضع أبو سالي الحالي الوجود الدائم مع ابنته وملاحظتها باستمرار، فوالدتها لا تستطيع حملها. وبحسرة وألم يقول: «راتبي التقاعدي لا يفي بمتطلبات المنزل، فلدي أسرة كبيرة وأطفال صغار يحتاجون إلى رعاية خاصة، وإيجار المنزل يؤرقني بين فترة وأخرى، لا أستطيع تحملها، وبسببه تراكمت علي ديون لا حصر لها». ويستطرد: «لا يخفى على أحد الضغوط المعيشية التي تواجهها الأسر، وأسرتنا ليست بمعزل عن ذلك، بل إن تكاليف المعيشة أرهقتني، وبالتالي لا أستطيع العناية بابنتي كما ينبغي». ويؤكد والدها: «لم نشعر بطعم الحياة، إلا أننا لم نفقد الأمل في شفائها، ونواجه ما نواجهه بصبر وإيمان بقضاء الله وقدره، إلا أن الأطباء أكدوا احتمالية شفائها من خلال العلاج خارج المملكة»، لافتاً إلى أنه يسعى إلى ذلك. ويبقى الأمر المؤرق لجميع أفراد الأسرة هو منزل يؤويهم ويحتضنهم ويبعدهم عن الديون، ويهدئ من أنفسهم القلقة التي يتراءى لها التشرد في كل لحظة، بخاصة إذا لم يتوفر لديه تسديد الإيجار. ويناشد أبو سالي وأسرته فاعلين الخير على شراء منزل لهم وعلاج ابنته في الخارج.