دان الاتحاد الأوروبي بشدة المجزرة المرتكبة بحق مدنيين في داريا بضاحية دمشق حيث عثر في نهاية الأسبوع على 320 جثة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعربت فرنسا عن «صدمتها العميقة» من أنباء المجزرة. وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «نأسف وندين بشدة أعمال العنف هذه. إنه أمر غير مقبول». وذكر الناطق في تصريح صحافي في بروكسيل أن ظروف مجزرة داريا «لم تتضح بعد»، موضحاً أنه «يجب معاقبة مرتكبيها» بصرف النظر عمن هم. وتابع مان أن الاتحاد الأوروبي «يدين من دون تحفظ أعمال العنف التي يرتكبها النظام (السوري برئاسة الرئيس بشار الأسد) ضد الشعب السوري» داعياً إلى «انتقال ديموقراطي» في سورية. وقال إن الاتحاد الأوروبي يدعم «كل مجموعات المعارضة التي تؤمن بحقوق الإنسان والديموقراطية». وقالت فرنسا إنها تشعر «بصدمة عميقة بعد اكتشاف جثث» في داريا في «ما يبدو مجزرة لمدنيين»، مؤكدة أنها قلقة أيضاً على مصير المنتج السينمائي السوري عروة نيربية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن باريس «تأمل في تسليط الضوء بالكامل على ظروف هذه المجزرة وخصوصاًَ بواسطة لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان». وعبر الناطق باسم الوزارة أيضاً عن قلقه من «الاختفاء غير المفسر لعروة نيربية المنتج السينمائي السوري الشهير بينما كان يستعد للسفر إلى مصر من مطار دمشق». وأضاف أن «فرنسا تشاطر عائلته قلقها وتؤكد لها دعمها الصادق، وتأمل بأن يعود إلى أقربائه في أسرع وقت ممكن». واعلن البيت الابيض ان الانباء عن وقوع مجزرة في داريا دليل اخر على «الاستخفاف الوحشي» الذي يبديه الرئيس السوري بشار الاسد «بحياة البشر». وقال تومي فيتور الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان الاسد «فقد كامل مشروعيته. ومع كل يوم يمر، يصبح من الضروري اكثر ان يضغط عليه المجتمع الدولي لكي يتنحى عن السلطة حتى تبدأ عملية انتقال سياسي». واضاف فيتور: «اذا كانت هذه التقارير (حول داريا) دقيقة، فانها احدث دليل فظيع على حملة القمع الوحشية التي يشنها الاسد واستخفافه الوحشي بحياة البشر». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أول من أمس العثور عن 320 جثة على الأقل في داريا، المدينة ذات الغالبية السنّية الواقعة على بعد 7 كلم من دمشق. وتبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن هذه المجزرة وتم بث أشرطة فيديو تظهر الضحايا. وقال المرصد إنه «تم توثيق أسماء نحو مئتين من الشهداء بينهم نساء وأطفال وشبان ورجال ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة» في المدينة التي «شهدت قصفاً عنيفاً واشتباكات عنيفة وإعدامات ميدانية بعد اقتحامها» من قبل قوات النظام. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الجيش النظامي «طهر مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم بحق أبناء المدينة وروعتهم وخربت الممتلكات العامة والخاصة ودمرتها». فيما أظهرت قناة «الدنيا» الإخبارية السورية صور الجثث الموزعة هنا وهناك من نساء ورجال وأطفال. وذكرت مراسلة القناة أن الإرهابيين مارسوا في البلدة «ما يتقنونه من إجرام»، وان جثث المدنيين مرمية في كل مكان. كما استعرضت الكاميرا صوراً لجنود يسعفون المتضررين وشهود عيان يطالبون الجيش بحمايتهم وحماية أطفالهم وتخليصهم من المسلحين. وأكد أحد الجنود الذي كان يحمل جثة طفل أن المسلحين يقتلون النساء والأطفال بدم بارد.