الأحساء في هذه الأيام تتميز بنكهات روحانية وترفيهية وغذائية ففى كل ركن من أحيائها سواء في المدن أو القرى تجد بسطات غذائية متنوعة بينها ترفيهية رياضية، ورغم التغيرات الحديثة والتطور العمراني، إلا أنها لا تزال تتمسك بعاداتها الاجتماعية منذ مئات السنين، فالأحساء متميزة بمجالسها الثقافية والأدبية منذ القدم التي تجذب الأصدقاء والأحبة والأقرباء لتبادل الأحاديث الودية. إلا أنه بجانب تلك الصالونات الأدبية والثقافية تبرز هناك الكبدة العامرية، وهي نشاط يزاوله شباب المنطقة من خلال بسطات تهدف إلى إحياء هذا المورث وجني الأرباح وتضييع الوقت. وحسين على العامر جامعى في السنة الأخيرة تخصص هندسة ميكانيكا يعمل منذ 6 سنوات في شهر رمضان المبارك مع ابن عمه أيضا حسين عماد وهو جامعي ويدرس في السنة الثالثة تخصص إدارة أعمال، يقول عنها: «بالدرجة الأولى مسلية وتكسب الشخص معرفة في عملية الطبخ ، وأنه يمارس هذه الهواية فقط في شهر رمضان والعيد وذلك بعد السمعة الكبيرة التي اشتهر بها وهى الكبدة العامرية، وفي عمل البيض مع الجبين، وكذلك الشاي المخدر الذي يتميز بنكهة خاصة ومذاق خاص»، ويضيف «وكذلك من اجل رسم البسمة على محيا الأطفال والشباب الذين يأتون من الأحياء القريبة والبعيدة، بسبب الطعم والخلطة الخاصة التي أستخدمها في إعداد الأطباق». أما هاني الخميس وهو خريج جامعة تخصص جغرافيا، ولم يتمكن من الحصول على وظيفة، حيث يعمل في احد المراكز التجارية، ويعمل خلال إجازته السنوية في بيع الكبدة والأكلات الشعبية، يقول: «أقوم بتجهيز المكان بعد الإفطار مباشرة من الغاز والأواني والكبدة والبطاطس والخبز والسندويشات بمساعدة الأصدقاء وإخوتي الصغار ويتم توفير هذه المتطلبات بعد العصر». ويشير هاني إلى أنه رغم انشغال الناس في العيد إلا أن الكثيرين يخرجون من منازلهم للتنزه، ويبحثون عن الأجواء التي افتقدوها في شهر رمضان. من جانبه يؤكد عبدالله القطان الذي أحب هذه المهنة منذ أكثر من 12 سنة ويمارسها عبر بسطته الصغيرة، والتي بدأها أولا ببيع البليلة، حتى أصبح يتفنن في عمل الهمبارجر، واللحم بالطماطم، والجبن المشكل، والبيض بالجبن، والبطاطس. يقول: «اعمل على تحضير أشهى الأكلات، ومنها الكبدة الطازجة، والبطاطس المقلية، والبليلة، وأيضاً ساندويش الأجبان بأنواعها المتعددة، واكتسب زبائن جدد دائماً بعد أن يعجبوا بما أقدمه، وفى المكان المخصص للجلوس يستمتع الجميع بشرب الشاي المخدر على الرمل وتناول الساندويتش.