قلبها يتوجع على منظر أطفالها، لا سيما ابنتها المعوّقة، جروحها لم تعرف طريق الشفاء أو الابتسامة، حياتها تغرق في بحار الهم والخوف والقلق من المجهول الذي ينتظرها، وينتظر أطفالها الصغار، تزوجت قبل 8 سنوات، وأنجبت 3 أطفال، زوجها غادر حياتها فجأة من دون استئذان إلى الرياض، وتركها تعاني الوحدة مع أطفالها، تعيش هواجس الألم والأسى، وتواجه مخاطر التشرد والضياع. على رغم كثرة رجائها وإلحاحها على زوجها بالعودة إلى رعاية أطفاله وبيته، إلا أن الزوج واجه الرجاء بالعناد، رافضاً كل توسلات ومناشدات زوجته بالعودة إليهم والإنفاق على بيته وأسرته ورعاية أطفاله، لا سيما وأن البنت الصغرى تعاني من إعاقة، وتحتاج إلى رعاية مستمرة وخاصة، أما الابن الأكبر فمحروم من المدرسة. وتواصل أم رجب التي تعيش في مسكن متواضع بأحد الأحياء جنوب محافظة صبيا من منطقة جازان، سردت معاناتها قائلة: «سافر زوجي إلى العاصمة الرياض للعمل فيها، وتركني أواجه ظروف الحياة وتقلباتها الصعبة بمفردي، فليس لي معين سوى الله وحده، وليس لدينا أكل أو مصروفات نقتات منها، فكيف أنفق على أطفالي، كيف أدبر لهم الغذاء والكساء والدواء؟ أسكن في حي غير آمن للسكن، هو لا يدري عنّا ولا عن حالنا. وتضيف: «رفض كل توسلاتي بالعودة إلينا وفضل البقاء في الرياض، إذ يعمل هناك براتب 3800 ريال، لا يرسل لنا منها ريالاً واحداً، أبنائي معرضون للضياع، فهم من دون إثبات هوية حتى الآن، وتقدمت إلى الجهات المختصة في محافظة صبيا وإمارة جازان، ولكن من دون جدوى، وأطلب من الجهات الحقوقية والإنسانية والخيرية النظر إلى حالي، وإضافة أولادي إلى سجل العائلة، كي استطيع إدخالهم المدرسة، وأطالب الأب بأن يصرف على أبنائه أو أن ينقلنا للإقامة والعيش معه في مدينة الرياض».