شكلت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جبهة قوية في مواجهة اليونان وأبلغا أثينا أن عليها أن لا تتوقع حصولها على فسحة من الوقت في ما يتعلق باتفاق لإنقاذها مالياً ما لم تلتزم بتنفيذ إصلاحات صارمة. واجتمعت مركل مع هولاند في برلين ليل من أول من أمس للاتفاق على الرسالة التي سيوجهانها لرئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس الذي بدأ مهمة في برلين وباريس على أمل إقناع أكبر قوتين في أوروبا بأن اليونان تستحق مزيداً من الوقت للوفاء بالتزاماتها. وتمسكت مركل بسياستها المتمثلة في انتظار تقرير من «ترويكا» المقرضين الدوليين في شأن التقدم الذي حققته أثينا قبل مناقشة المرونة في شروط الإنقاذ، لكنها قالت إن من الضروري «أن نواصل جميعاً الالتزام بتعهداتنا». وأضافت قبل عشاء عمل مع هولاند: «سنشجع اليونان وسأشجعها أنا على مواصلة السير في مسارها إلى الإصلاح الذي يتطلب كثيراً من الشعب اليوناني». وقال هولاند وهو يقف في جوار مركل: «نحن نريد وأنا أريد أن تكون اليونان في منطقة اليورو. إنها رغبة عبرنا عنها منذ بداية الأزمة. الأمر متروك لليونانيين للقيام بالجهد الأساسي لتحقيق ذلك الهدف». واعتبر هولاند أن المطلوب في أوروبا «تطبيق القرارات السليمة من اجل النمو والاستقرار والمراقبة المصرفية» انسجاماً مع القرارات التي اتخذها مجلس أوروبا في نهاية حزيران (يونيو). وكان المجلس تبنى «شرعة نمو» تلحظ وضع آلية موحدة لمراقبة المصارف في منطقة اليورو على أن تكون صناديق الإنقاذ قادرة على إعادة رسملة المصارف في شكل مباشر من دون الحصول على موافقة الدول. وأضاف الرئيس الفرنسي: «نؤيد الذهاب أبعد وفي شكل اسرع» على صعيد المراقبة المصرفية عبر المصرف المركزي الأوروبي. وأفادت مصادر ألمانية بأن الزعيمين تعهدا العمل «معاً وبعزم» للتغلب على أزمة منطقة اليورو كما اتفقا على أن «الصدقية» هي الأمر الحاسم في إنقاذ اليونان. وهذا اللقاء بين هولاند ومركل يشكل مرحلة جديدة قد تؤدي إلى تليين شروط التقشف المفروضة على اليونان. واستقبلت مركل رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس في برلين أمس على أن يلتقيه هولاند في باريس اليوم. ساماراس وقال رئيس الوزراء اليوناني ساماراس بعد محادثات في برلين مع مركل إن اليونان لا تريد الحصول على مزيد من الأموال من شركائها في منطقة اليورو لكنها في حاجة إلى الوقت لالتقاط الأنفاس بحيث تتمكن من العودة للنمو. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع مركل: «ستتقيد اليونان بتعهداتها وتفي بالتزاماتها. هذا يحدث في الواقع». وتابع: «أريد أن أنقل هذه الرسالة: أولاً سنحقق نتائج. ثانياً نخفض عجزين في الوقت ذاته: العجز المالي والعجز في الثقة في البلاد. ثالثاً، إن للنمو الاقتصادي أهمية كبرى من أجل الوفاء بالتزاماتنا قريباً». وأضاف أنه على ثقة من أن تقرير «ترويكا» المقرضين الدوليين لليونان سيعكس رغبة الحكومة اليونانية الجديدة في تحقيق نتائج. وقال: «لا نطلب مزيداً من المال. نطلب التقاط الأنفاس». ويجتمع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي مع هولاند في الرابع من أيلول (سبتمبر) في إطار سعي زعماء أوروبا لمواجهة أزمة الديون في منطقة اليورو. والاجتماع الذي اعلن عنه مكتب مونتي سيكون من ضمن سلسلة اجتماعات بين زعماء منطقة اليورو الساعين إلى معالجة أزمة الديون السيادية. ومقرر أن يجتمع هولاند مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي في إسبانيا الخميس المقبل وأن تجتمع مركل مع راخوي في السادس من أيلول. «فيتش» وحذرت مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتماني من أن المعاملة التفضيلية التي تمتع بها المصرف المركزي الأوروبي خلال إعادة هيكلة الديون اليونانية ستقلص فاعلية أي مشتريات جديدة للسندات ما لم يوضح المصرف أنه سيتحمل الخسائر مستقبلاً. وفي حين تكبدت غالبية حاملي السندات اليونانية خسائر فادحة عندما تخلفت أثينا عن تسديد ديون في وقت سابق من العام، أدخل المصرف المركزي الأوروبي تعديلات قانونية في اللحظات الأخيرة على سندات يونانية بقيمة 50 بليون يورو اشتراها في إطار برنامج للإنقاذ ليتجنب تحمل أي خسارة. وأظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني انكمش بأقل مما كان يعتقد من قبل في الربع الثاني على رغم تراجع كبير في التجارة، لكن الصورة الأشمل لضعف الاقتصاد لم تتغير كثيراً. وتراجع الناتج في الربع الثاني 0.5 في المئة مقارنة بتقديرات أولية عند 0.7 في المئة، لعوامل استثنائية منها زيادة الأمطار عن المعدلات الطبيعية وعطلة عامة إضافية بمناسبة مرور 60 سنة على تتويج الملكة إليزابيث.