بين البرامج التي تحقق حضوراً جيداً على شاشة التلفزيون المغربي (القناة الأولى) نظراً الى فرادة فكرتها وانفتاحها على ميادين اجتماعية وفنية، يطل برنامج «حديث الصينية» من إنتاج إدريس المريني الذي أنتج للتلفزيون المغربي برنامج «نغموتاي» الذائع الصيت. عنوان البرنامج الجديد، كما أوضح مقدمه، يحيل شقه الأول (حديث) إلى «حديث الأربعاء» لعميد الأدب العربي طه حسين، في حين أن الشق الثاني (الصينية) يحيل إلى اجتماع العائلة حول شرب الشاي و«الطقوس» المصاحبة له. فكرة البرنامج تتمحور حول استضافة زوجين يتمتعان بشهرة في الميدان الذي يشتغلان فيه (عالم الفن أو الأدب أو المجتمع) للحديث عن مسارهما المشترك، سواء في مساعدة أحدهما الآخر ومدّه بالطاقة المعنوية التي تجعله يتألق في حياته، أو تأثير أحدهما على الآخر وتوجيهه في الاتجاه الذي رسمه لنفسه. ولا يقتصر البرنامج على طرح الأسئلة وانتظار الأجوبة، بل تتنوع فقراته بين الطرب الأصيل والشعبي في تآلف تركيبي يسعى الى إرضاء كل الأذواق. ولعل إحدى ابرز الحلقات التي تركت أثراً عند الجمهور هي تلك التي استضافت المطرب المغربي البشير عبده وزوجته الممثلة نزهة الركراكي. وإضافة إلى التجربة الغنية التي تحدث عنها الضيفان، تخللت الحلقة وقفات غنائية بصوت مجموعة من المطربين المغاربة، إضافة إلى المطرب الشاب سعد المجرد، ابن الثنائي الضيف. وعلى هذا النمط الحواري العائلي الجميل قدّمت حلقات أخرى من البرنامج، منها الحلقة التي استضافت عائلة مهدي بناني وأمينة هريش وتلك التي جمعت الشاعر المغربي حسن نجمي وزوجته الشاعرة عائشة البصري. ومع كل حلقة، يتأكد الشعور عند المشاهد بالحاجة إلى مثل هذا النوع من البرامج، خصوصاً إذا راعى في اختياره ضيوفه ضرورة الانفتاح على كل المكونات الثقافية.