في إطار ما أصبح يصطلح على تسميته في الإعلام الفني بالتلفزيون الجديد، أصبحت التلفزيونات في العالم أجمع تفتح مجالها للشباب وتدعوهم إلى الحضور في برامجها، إما من طريق دعوتهم طبعاً إلى المشاركة في هذه البرامج من خلال انتاجاتهم الإبداعية أو من خلال استضافتهم في البرامج الحوارية التي تقدمها. بل أبعد منها، وبعيداً من برامج المسابقات المتعلقة بهم، صارت الشاشات تفتح للشباب المجال لتهيئة برامج حوارية «منهم وإليهم» كما يقال عادة، يقدمها إعلاميون شباب يتوافرون على مؤهلات تكون جيدة في الغالب، ويتقنون أكثر من لغة، حتى يستطيعوا التواصل مع ضيوفهم الشباب من مختلف التوجهات الإبداعية، خصوصاً ما تعلق منها بمجال الغناء العالمي، سواء باللغة الفرنسية أو الانجليزية او غيرها. وقد استطاعت هذه البرامج الحوارية المتعلقة بالفن والثقافة بشكل عام، وبالغناء على وجه التحديد، أن تجد لها جمهورها الخاص الذي يتابعها باستمرار ويتفاعل مع ضيوفها من الفنانين الشباب بشكل كبير. بل وجدنا أن البعض من هذه البرامج يسعى بالتحديد للبحث عن المواهب الفنية الشابة وتقديمها للجمهور حتى يتعرف إليها. بالنسبة للتلفزيون المغربي، وفي إطار عملية الانفتاح على الجيل الجديد من الفنانين المغاربة من موسيقيين ومطربين ومبدعين في مجالات فنية أخرى، أو حتى على بعض الفنانين العرب الشباب الذين يتواجدون في المغرب، نجد ان المجال قد أفسح لتحضير بعض البرامج الحوارية المتعلقة بهم، سواء على القناة التلفزيونية الأولى أو على القناة التلفزيونية الثانية («دوزيم»)، فعلى شاشة القناة الأولى مثلاً، نجد برنامج «100 في 100 شباب»، وعلى شاشة القناة الثانية برنامج «أجيال». ونتوقف هنا عند برنامج «100 في 100 شباب»، وعنوانه دال عليه، لأنه يعتبر الآن نموذجاً لهذا النوع من البرامج الشبابية. برنامج «100 في 100 شباب» هو برنامج حواري ثقافي ترفيهي، من فكرة نادية لاركط وإعداد وتقديم فاطمة الزهراء مستغفر. وهو يهتم باستضافة المبدعين الشباب، سواء في ميدان الموسيقى أو الرياضة أو الثقافة أو الاقتصاد... وغير ذلك، فاسحاً لهم المجال لتقديم جديد أعمالهم وللحديث عن تجاربهم الفنية أو الثقافية أو المهنية التي يشتغلون عليها أو التي يريدون الاشتغال عليها. وقد رأينا مثلاً، في إحدى حلقاته الأخيرة التي تم تخصيصها بشكل كلي للحديث عن الموسيقى، استضافة لمجموعة من الفنانين الشباب، كل على حدة، للحديث عن نوع الموسيقى التي يهتمون بها، مقدماً بعض المقاطع منها حتى يتمكن المشاهدون من أخذ فكرة عنها. في بداية الحلقة قدمت مقدمة البرنامج فاطمة الزهراء مستغفر الشاب مهدي الصنهاجي بكونه من الشباب المولعين بفن الراي منذ صغره، حيث درس في المعهد الوطني للموسيقى والرقص، كما سبق له أن أصدر ألبوماً غنائياً عنوانه: «اسمحي لي إلا جرحتك». وهو اليوم في طور الاستعداد لإصدار ألبوم جديد. بعد ذلك قدمت مقدمة البرنامج المغني السوري الشاب شادي رحال، وهو مقيم في المغرب. تحدث هو الآخر بأنه كان منذ صغره مولعاً بالفن الموسيقي، فتعلم العزف على العود لكن الغناء تغلغل فيه شيئاً فشيئاً. بعدها بدأ الغناء، وقدم في هذا الصدد أغنية «حنين الروح»، التي صورها «فيديو كليب» بعد النجاح الذي حققته. وقال شادي إنه اليوم في طور تهيئة ألبوم غنائي جديد والقيام بجولات في بلدان عربية وأوروبية. بعد ذلك تم تقديم الفنان الشعبي حميد السرغيني، الذي تحدث عن تجربته في الغناء الشعبي وتقديم الحفلات في الأعراس، وعن حبه لفن العيطة. كما تحدث عن نجاحه والألبومات التي قام بتسجيلها، وعن التجديدات التي قام بها في الصدد. اما الفنان الشاب معاد سلطان، فتحدث هو الآخر عن عشقه للموسيقى منذ صغره وعن تأثير والده عليه في هذا المجال. وقد سبق له تقديم ألبومات غنائية لاقت نجاحاً لدى الجمهور، كما تحدث عن الحفلات التي أقامها في بلدان عربية وغربية. وفي نهاية البرنامج، تم تقديم مجموعة من الكليبات الغنائية الجديدة التي صورها بعض الفنانين الشباب المغاربة.