الموسيقى لغة جامعة، وهكذا كانت أمس بنغم أميركي وأصوات فلسطيني ولبناني وآسيوي وأميركي لاتيني، أوصلها منبر "مركز كينيدي" في واشنطن عبر استعراض راقص على موسيقى "الهيب هوب" وايقاع مزج "الطبلة" بأغاني "فيفتي سانس" و"جاي زي" و"جانغل برثرز". سامر سماحنه من الأراضي الفلسطينية، حسن الحاف من لبنان، سيلفيا فرنانديز وموريسيو تك من الأرجنتين، هين نوك فام من فييتنام، وميشال سالازار من الفليبيبن، كانوا مجرد غرباء منذ ثلاثة أسابيع. جمعهم في الولاياتالمتحدة برنامج وزارة الخارجية الأميركية "للزائرين في مجال فنون العرض"، و تم تدريبهم على رقص وغناء "الهيب هوب" في معاهد أميركية في مدينة فيلادلفيا وعلى أيدي مختصين تمهيدا لعرض الأمس. الاستعراض كان مزيجاً من الموسيقى المتماوجة بألحان شرقية وغربية، وحيث أدى المشاركون رقصات بارعة فاجأت الحضور في لقائه الأول من هذا النوع مع الشباب الفلسطيني واللبناني. سامر، أستاذ رقص "برايك دانس" في دار الفنون في نابلس، غنى من العاصمة الأميركية "للحلم والحرية" وتناسى الحاجز اللغوي والسياسي في مخاطبة الجمهور حول معنى أن تكون فلسطينيا وأن تملي نظرك بتمثال الحرية في نيويورك لدى وصولك إلى الأراضي الأميركية. أما حسن، البيروتي الطامح إلى تأسيس مدرسة للرقص، لم يجد فاصلا حضاريا بينه وبين الأميركيين، وشدّه الى الهيب هوب تنوعه في الايقاع والنغم والعرق، وكون الموسيقى التي بدأت في البرونكس (أحياء نيويورك الفقيرة) في سبعينات القرن الماضي هي أداة للغناء والتعبير والاستمرار. وحضر مسؤولون من الخارجية الأميركية العرض الذي استمر ساعة على خشبة "الميلنيوم ستايج"، كما تابعه الآلاف على الانترنت. ويعود المشاركون اليوم الى أوطانهم الأم، ومعهم حلم سامر وصورة كينيدي...