قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن فوجئت بإصدار أحد أفراد القوات البحرية الخاصة التي شاركت في دهم منزل أسامة بن لادن في باكستان، كتاباً عن العملية التي قتل فيها زعيم تنظيم «القاعدة». وكتاب «يوم عسير: السرد التفصيلي للمهمة التي قتلت أسامة بن لادن» كتبه احد أفراد القوات البحرية الخاصة بالاسم المستعار مارك أوين وشارك في التأليف كيفين مورار ويصدر الشهر المقبل في ذكرى هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ولم يخضع الكتاب لتدقيق من قبل الأجهزة الحكومية لضمان عدم الكشف عن أسرار. وقالت كريستين بول الناطقة باسم دار «دوتون» للنشر الأربعاء: «راجع الكتاب محام سابق متخصص في العمليات الخاصة. راجعه للاطلاع على المعلومات الميدانية والفنية والإجرائية وكذلك معلومات يمكن أن تعتبر سرية ووجد أنه لا يمثل خطورة على الأمن القومي». وينشر الكتاب في وقت يحتدم الجدل في واشنطن حول تسريب معلومات تتصل بالأمن القومي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال جمهوريون إن إدارة الرئيس باراك أوباما قامت بعمليات تسريب منتقاة لتعزيز صورة الديموقراطيين في مجال الأمن القومي. وينفي البيت الأبيض هذه الاتهامات ويقول إنه يتعامل بجدية مع تسريبات المعلومات السرية. لكن الكتاب الذي سيصدر عن بن لادن فاجأ المسؤولين على ما يبدو. وقال تومي فيتور الناطق باسم البيت الأبيض: «علمنا بأمر هذا الكتاب اليوم من التقارير الصحافية. لم نراجعه ولا نعلم محتواه». وأعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) إنها لم تراجع الكتاب ولم تساعد على تقديم معلومات للمؤلفين. وهناك لائحتان على الأقل في وزارة الدفاع تتطلبان أن تراجع الوزارة كتابات الجنود المتقاعدين التي تحتوي على مواد حساسة. وقال برستون جولسون الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي): «على حد علمنا هذا الكتاب لم يخضع لمراجعة قبل النشر». وأعلنت دار النشر إنه تم تغيير اسم مؤلف الكتاب وغيره من أسماء أفراد القوات البحرية الخاصة الواردة في الكتاب لأسباب أمنية. وأضافت أن غالبية إيرادات الكتاب ستوجه إلى أسر القتلى من أفراد القوات البحرية الخاصة.