تضج أسواق منطقة الباحة هذه الأيام بتجار المال والنار الذين يهربون من موقع إلى آخر وبين أيديهم الألعاب النارية «الطراطيع» على اختلاف أنواعها وقوتها وأحجامها التي يروجون لبيعها بغية كسب الثمن الأعلى عن غير موسمها، غير مبالين بخطورة بعض أنواعها التي ربما تحول فرحتهم إلى خطر يهدد حياتهم. وطالب عدد من المواطنين المعارضين لتلك النوعيات الخطرة من الألعاب النارية الجهات الحكومية المعنية بوجوب متابعة بائعيها ومصادرتها لحماية أبنائهم من أخطارها الجسيمة. وعبروا عن استيائهم تجاه من يروجون لبيع «الطراطيع» ذات النوع الخطر، إذ يستغلون ولع الأطفال بأصواتها وألوانها لجعلهم زبائن دائمين لديهم دون أي اعتبار لما قد يصيبهم من وراء خطرها. ورصدت «الحياة» في جولة ميدانية عمليات بيع الألعاب النارية في القرى الصغيرة بعيداً عن أعين رجال الأمن، وتتورط بعض محال بيع المواد الغذائية في بيع المفرقعات. ويقول الشاب مطر سعيد طالب (جامعي) إنه يبيع المفرقعات لللمرة الأولى في هذا العيد رغبة منه في جمع المال لتسديد المخالفات المرورية التي أهلكت كاهله. فيما يقف الطالب بالمرحلة الثانوية أحمد شراز بجانب سيارته أمام مدخل السوق منتظراً زبائنه ليبيع أنواعاً كثيرة من المفرقعات المعروفة بأسماء «الصواريخ، الفحمة، الفراش، النحل». ويوضح أنه يبيع المفرقعات منذ حوالى خمس سنوات، وأن زبائنه يختلفون بحسب الأنواع التي يبيعها فالكبار يفضلون «الكمثراء والنافورة، في حين يفضل الصغار نجوم الليل والصواريخ وأبو حمامة»، مشيراً إلى أنه يشتري المفرقعات من مدينة جدة. وكانت فرق الدفاع المدني داهمت أخيراً، السوق ما اضطر البائعين إلى الهرب بسرعة كبيرة من كل اتجاهات السوق، حاملين بضائعهم خوفاً من مصادرتها من قبل فرق المديرية. وحذر المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الباحة المقدم جمعان الغامدي مواطني الباحة من خطورة الألعاب النارية بأنواعها في موسم الأعياد، وبعث بتحذيره عبر رسالة مفادها «يكثر في مواسم الأعياد والأفراح تسويق الألعاب النارية (الشروخ-الطراطيع) بشكل مخالف للتعليمات والأنظمة التي تحظر بيعها أو استخدامها، والألعاب النارية يكفي من اسمها أنها تحمل النار بين ثناياها ومن يأمن غدر النار وما تسببه من أخطار جسيمه على الأرواح والممتلكات أجار الله الجميع من شرورها».