«عناصر شرطة تحمل أسلحة؟ لن ترى ذلك في عهدي». بهذه العبارة رد السير بول ستيفنسون، قائد الشرطة البريطانية، على من يرى أن ضباطه يحتاجون إلى حمل أسلحة بعدما تعرّض عدد منهم للضرب وأحياناً للقتل من دون أن يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم كونهم غير مسلحين. فجهاز الشرطة البريطانية (54 ألفا) قد يكون واحداً من قلة في العالم اليوم الذي لا يزال يتبع سياسة عدم تسليح عناصره بمسدسات أو أسلحة رشاشة، إذ أن أكثر ما يمكن أن يحمله الشرطي أو الشرطية خلال الدوريات عصا أو زجاجة يُرش ما فيها في وجه من يقاوم في شكل عنيف محاولة توقيفه. وأبدى ستيفنسون الذي خدم في الشرطة 34 عاماً، وتولى منصبه في كانون الثاني (يناير) الماضي، مقاومة شديدة لمبدأ تسليح عناصره، خلال لقاء مع إعلاميين الأسبوع الماضي في «نيو سكتلنديارد» في لندن. قال: «تسليح ضباط الشرطة؟ لن يحصل في عهدي. أعارض ذلك كلياً. إنه امر خاطئ تماماً... غالبية رجال الشرطة لا تريد رؤية جهاز شرطة مسلح. والأهم من ذلك أن المواطنين لا يريدون رؤية ذلك. وأنا شخصياً لا أرى ذلك ضرورياً. ما علينا القيام به هو أن يكون لدينا عدد كاف من رجال الامن المسلحين الجاهزين على مدى 24 ساعة للتدخل عندما يتم طلبهم لدعم رجال الشرطة (غير المسلحين). ومن المهم أن نُبقي هذا التوازن موجوداً». وقدّر أن نحو 10 في المئة من جهاز الشرطة يملك سلاحاً. ودافع ستيفنسون عن وجود رجال الشرطة المسلحين برشاشات في مطار هيثرو والمطارات الأخرى، قائلاً إن المواطنين «يرغبون في رؤيتهم في هذا الشكل (المسلح) لأنهم يثيرون الاطمئنان بين المسافرين». وقال إن الشرطة تواجه «تحدياً كبيراً» في التحضير لأولمبياد العام 2012 التي تستضيف لندن معظم نشاطاتها. وأوضح: «يبقى الإرهاب مسألة أساسية لنا على رغم خفض درجة التهديد الإرهابي... التصدي للإرهاب يبقى أولوية لنا». وقال إن «المستوى الحالي هو أن الهجوم الارهابي يبقى احتمالاً كبيراً... إننا لا نرسل (من خلال خفض مستوى التهديد) رسالة مفادها أن ليس هناك خطراً. بل إننا نقول إن الهجوم هو احتمال كبير، وسنواصل جهودنا لمنع حصول هجوم، وأن نتصرف في شكل مسؤول واحترافي في حال وقوع هجوم». وتابع: «أعتقد بانه لا محالة ستحصل محاولات (تفجير) جديدة. هل نستطيع أن نوقفها وهي في إطار التخطيط؟ هذا ما نقوم به. أعتقد بان هناك أشخاصاً يحاولون (القيام بهجمات)، ولذلك فإن علينا أن نستغل الإمكانات الضخمة التي وفّرتها لنا الحكومة كي نُبقي هذا البلد آمناً». العمل مع الجاليات وقال رداً على سؤال ل «الحياة»: «إننا نعمل بجهد كبير كي نبني علاقة ثقة مع كافة المجتمعات في لندن. فلندن واحدة من أكثر المدن نجاحاً في العالم... تتعايش فيها مجموعة كبيرة من الأعراق والخلفيات في شكل جيد، مقارنة مع كثير من الأماكن حول العالم. لكن لدينا عدد كبير من الجاليات التي تشعر بأنها مُهددة. ليس لأن أبناءها ارهابيون، أبداً. فالغالبية العظمى من الناس في هذه المدينة تتشارك في الأجندة نفسها: كلها تريد الشعور بالأمن والآمان. علينا أن نبني ثقتها كي تشعر بأننا جزء من الحل لها (ازاء شعورها بالخطر). ولكن كي نكون جزءاً من الحل لها، عليها بدورها أن تكون متعاونة معنا. إننا نحصل على تعاون جيد جداً من الجالية المسلمة على كافة المستويات. هل يمكن تحسين هذا التعاون أكثر؟ بالطبع يمكننا ذلك، ومع كافة المجتمعات، وهذا ما نحاول ان نفعله. أن نبني الثقة لأننا قلنا دائماً وقلناها خلال حملات ارهابية في السابق - أيام إرهاب الجمهوريين الايرلنديين - إن المجتمعات هي من يهزم الإرهاب في النهاية وليس نحن. فالناس الذين يوفّرون لنا المعلومات هم من يقود إلى نجاحنا».