شكلت نتائج الأداء المالي لشركات الطاقة والبتروكيماويات المتداولة في بورصات المنطقة، حافزاً رئيساً لنشاط التداول وتحسين المناخ الاستثماري في البورصات. وامتد تأثيرها ليصل إلى تقويم أداء الاقتصاد المحلي والإقليمي والعالمي، من خلال متابعة أداء هذه الشركات ونتائجها الفصلية والسنوية. واعتبرت شركة «نفط الهلال» في تقرير أسبوعي، أن نتائج أداء مرتفعة مقارنة بالفترة ذاتها مع الربع الماضي أو العام الماضي، «تشكل مؤشراً إيجابياً إلى وتيرة النشاط الاقتصادي والطلب، ووتيرة الإنتاج والتعافي، والعكس صحيح، مع الأخذ في الاعتبار تأثر نتائج الأداء بالعوامل الداخلية أيضاً، سواء كانت متصلة بالشركة ذاتها أم بالسوق العاملة فيها». ولاحظ التقرير، أن نتائج النصف الأول من هذه السنة، «عكست التحديات التي يواجهها قطاع البتروكيماويات وشركاته خلال هذه الفترة، فيما أظهرت الشركات المدرجة في السوق السعودية على سبيل المثال، نتائج أداء سلبية إذا قورنت بنتائج الأداء المحققة في النصف الأول من عام 2011». وأكد أن نتائج الأداء لهذه السنة، «تأثرت بحزمة من المؤثرات السلبية كان للخارجية منها النصيب الأكبر إضافة إلى المحلية. وكان التقلّب والانخفاض في أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام لبعض المنتجات، عاملاً مؤثراً على تلك النتائج اضافة الى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، تحديداً في منطقة اليورو والصين وأميركا الشمالية، ما أثّر سلباً على أسعار المنتجات البتروكيماوية. وأدى التباطؤ أيضاً إلى تراجع الطلب وحجم المخزون لدى مستوردين كثر للمواد البتروكيماوية، تحسباً لحدوث تراجع آخر في الأسعار العالمية على المنتجات، ما أضاف ضغطاً على الأسعار». ورصد التقرير حصول «ضغوط في السوق على منتجات قطاع البتروكيماويات، ساهم جزء منها في تطوير الكفاءة الإنتاجية وحجم المنتجات، فضلاً عن دخول شركات وخطوط إنتاج جديدة كانت طور الانجاز. في حين يسجل الاقتصاد العالمي ضغوطاً تترجمها الأسواق تباطؤاً على الطلب تارة وانخفاضاً في الأسعار تارة أخرى». وعرض التقرير الأحداث في قطاع النفط والغاز، ففي السعودية، أعلن مصدر في قطاع البتروكيماويات، أن شركة «جيه جي سي كورب» اليابانية وقعت اتفاقاً لتوسيع وحدة تكسير الإيثان في مجمع للبتروكيماويات تملكه «أرامكو السعودية» و «سوميتومو كيميكال» اليابانية. وأشار إلى أن قيمة العقد تتراوح بين 100 مليون دولار و200 مليون. إلى ذلك، أفاد مصدر مطلع بأن شركة «سينو» السعودية للغاز وهي مشروع مشترك بين «سينوبك» الصينية و «ارامكو السعودية»، ستؤجل الحفر في الربع الخالي في المملكة، إذ لا يزال تقويم البئر مستمراً. وتبحث الشركة عن الغاز منذ سنوات، لكن الكميات القليلة المكتشفة لم تستغل، لأن أسعار الغاز الصناعي مثبتة عند مستويات تقل كثيراً عن أسعار السوق العالمية. وعلى رغم ذلك سيمضي الشريكان في مرحلة ثانية من الاستكشاف، ويخططان لحفر بئر. وتعتزم شركة «أرامكو السعودية» استثمار 120 مليون دولار سنوياً في شركات أوروبية ناشئة بموجب صفقة وقعتها مع شركة «إنرجي كابيتال مناجمنت» التي تدير استثمارات شركة «ستاتويل» للنفط النرويجية. وستتركز هذه الاستثمارات على الشركات التكنولوجية المتخصصة بتقنيات إنتاج الغاز والحفر. في العراق، شددت السلطات العراقية على شركة «توتال» بضرورة تجميد اتفاقاتها في منطقة كردستان أو بيع حصتها في حقل حلفاية النفطي. و «توتال» هي إحدى شركات النفط الكبرى، التي تجاهلت تحذيرات بغداد وأبرمت عقوداً مع منطقة كردستان، وتعتبرها بغداد غير قانونية. في الإمارات، أعلنت شركة «دانة غاز» الإماراتية نتائجها المالية للنصف الأول من هذه السنة، محققة أرباحاً صافية بلغت بعد احتساب الضرائب نحو 387 مليون درهم (103 ملايين دولار)، بزيادة 79 في المئة على تلك المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي، والبالغة 216 مليون درهم. وسُجل هذا الارتفاع نتيجة الزيادة في كميات الإنتاج في إقليم كردستان- العراق، وفي أسعار النفط والمكثفات والغاز الطبيعي المسال في الأشهر الستة الأولى من السنة. ولا تشمل الأرباح الصافية مبلغ 19 مليون درهم، الذي يمثل مجموع الخسائر غير المحصلة من حصة الشركة البالغة 3 في المئة، في شركة «أم أو إل» الهنغارية الناشطة في مجال النفط والغاز وإحدى الشركاء الاستراتيجيين لعمليات «دانة غاز» في إقليم كردستان العراق، حيث احتُسبت الخسائر ضمن حقوق المساهمين وفق السياسات المحاسبية المتبعة في الشركة والمعلنة مسبقاً. وبذلك يبلغ الدخل الإجمالي في النصف الأول نحو 368 مليون درهم. وبلغت الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والاستكشاف نحو 822 مليون درهم مقارنة بنحو 814 مليون درهم في الفترة ذاتها من عام 2011.