سمحت المحكمة الدستورية الألمانية باستخدام الجيش وسائل عسكرية داخل البلاد لمواجهة تهديدات إرهابية محتملة بشروط صارمة. وتولت الشرطة وحدها مهمة التدخل على الأراضي الألمانية، في حال حصول تهديدات إرهابية، تنفيذاً لقرار الفصل بوضوح بين عمليات الدفاع الوطني للجيش وعمليات الأمن الداخلي، في ظل تخوف من إقحام الجيش ضد السكان المدنيين، وهو أمر موروث من تجاوزات النظام النازي. وقالت المحكمة الدستورية ومقرها كارلسروه، إن «الجيش بات يستطيع التدخل على الأراضي الألمانية في حال حصول حدث استثنائي ذي طبيعة كارثية». لكن التصريح استثنى «الأخطار التي قد تنجم عن تظاهر حشد». ولا يسمح للجيش بإسقاط طائرة تقل مدنيين خطفها إرهابيون، لكنه يستطيع استخدام طلقات تحذير لإجبار الطائرة على الهبوط. على صعيد آخر، قررت محكمة في برلين السماح لجماعة «برو دويتشلاند» اليمينية المتطرفة بعرض رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام، خلال تظاهرات تعتزم الجماعة تنظيمها أمام مساجد في الأيام المقبلة. وقضت المحكمة بأنه يحق لجماعة «برو دويتشلاند» حمل نسخ من الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دنماركية عام 2005، وأدت إلى موجة من احتجاجات عنيفة في أنحاء العالم. وأوضحت أنها «ترفض شكوى عاجلة قدمتها لجان ثلاثة مساجد إسلامية لمنع حركة برو دويتشلاند من عرض الرسوم أمام المساجد خلال التظاهرات المقررة اليوم». وأضافت: الرسوم محمية بقانون الحرية الفنية، ولا يمكن قانوناً اعتبارها مسيئة إلى أي مجموعة دينية. كما لا يشكل عرضها دعوة للكراهية أو العنف ضد فئة من السكان». وتستعد الشرطة لاحتمال حصول اشتباكات في تظاهرات برلين، بعد أعمال عنف شهدتها تظاهرات مماثلة نظمتها جماعات يمينية متطرفة هذه السنة ضد مسلمين سلفيين في ولاية نورث راين ويستفاليا الغربية.