أعلن زعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر، في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفطر تحقيق المتمردين انتصارات ميدانية ضد قوات الحلف الأطلسي (ناتو). واعتبر ان «ما يسمى بنقل الحلف مسؤولياته الأمنية للقوات الحكومية قبل سحب عناصره القتالية بالكامل بحلول نهاية 2014، يشير الى هزيمته». وحذر في رسالته التي تضمنت سبع صفحات ونشرت بخمس لغات على الموقع الالكتروني للحركة من ان الحرب ستستمر بعد رحيل القوات الأجنبية، وقال: «سيجاهد الأفغان ضد المحتل الأجنبي حتى نيل الاستقلال الكامل». ووقعت الولاياتالمتحدة اتفاق شراكة استراتيجية مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، تعهدت فيه تقديم دعم بعد رحيل القوات القتالية. ويتوقع ان تبقي على قوة صغيرة في البلاد بعد الانسحاب. وفيما مزجت الرسالة بين المواقف الحربية والوعود بمستقبل يسوده «الوئام والوحدة»، قال الملا عمر ان الحركة «ستبذل في الوقت المناسب جهوداً لإيجاد تفاهم مع الفصائل الأفغانية بعد انسحاب الغزاة». ودعا الى تخلي عناصر الشرطة والجيش والعاملين في الحكومة عن دعمهم للغزاة، ومساندة طالبان قبل رحيل معظم القوات الاجنبية في نهاية 2014. ورداً على الاتهامات الموجهة الى «طالبان» بقمع حقوق المرأة، قال الملا عمر إن «حكومة برئاسة الحركة ستمنح النساء كل الحقوق الشرعية استناداً الى الشريعة الاسلامية والمصالح الوطنية وثقافتنا النبيلة». وفي شأن الحرب، اعلن الملا عمر في رسالته ان هجوم الصيف الذي شنته الحركة «تميز بنجاحه في بلوغ كل المناطق، وارغامه قوات الأطلسي والحكومة الافغانية على اعتماد مواقف دفاعية». وأضاف الملا عمر ان «المجاهدين تسللوا بمهارة الى صفوف الأعداء، تنفيذاً لخطة اعطيت لهم العام الماضي. وهم قادرون على الدخول بأمان الى القواعد والمكاتب ومراكز استخبارات العدو، من اجل شن هجمات حاسمة ومنسقة». ومع اقرار الحلف بارتفاع هذه الحوادث هذا الصيف، والتي يرى ان دافعها هو الاختلاف الثقافي بين جنوده وتلك المحلية، قتل شرطي امس جنديان اميركيان في ولاية فرح النائية (جنوب غرب)، قبل ان يردى بدوره. ورفع ذلك الى 39 عدد الجنود الغربيين الذين قتلوا هذه السنة على يد جنود او شرطيين افغان او متمردين متسللين الى صفوفهم، في 28 هجوماً حصل عدد كبير منهم خلال الايام الأخيرة. والثلثاء الماضي، أبدى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «قلقه الشديد» من ازدياد عمليات القتل للجنود الغربيين من رجال يرتدون بزات الجيش او الشرطة الأفغانية. ويتسبب ازدياد «التهديدات الداخلية»، بحسب مصطلحات الحلف، الى نسف الثقة بين القوات الأجنبية المكلفة تدريب القوات المحلية كي تستطيع تولي مسؤولية الأمن في البلاد بعد انسحاب قوات «الأطلسي» في نهاية 2014. دعوة لتفادي المدنيين الى ذلك، دعا الملا عمر مقاتلي الحركة الى تفادي قتل المدنيين، بعدما اسفرت تفجيرات انتحارية هذا الاسبوع عن سقوط حوالى 63 شخصاً وجرحوا 148 آخرين. وشدد على ضرورة تبني المقاتلين «تكتيكات لا تلحق ضرراً بأرواح وممتلكات المواطنين»، مضيفاً ان «التعليمات المعطاة لكم بحماية المدنيين فرض عليكم، واي اخلال بها يجلب خسارة في الدنيا والآخرة لذا احضكم بشدة على ان تكونوا حريصين في ما يتعلق بخسائر المدنيين، وان تأخذوا ذلك على عاتقكم». واستهدف مفجرون انتحاريون الثلثاء الماضي أسواقاً مليئة بمتسوقين في مناسبة شهر رمضان المبارك ومستشفى اقليمياً، ما شكل أسوأ هجمات منذ التفجيرات الطائفية التي استهدفت مسلمين شيعة نهاية العام الماضي. وافادت وزارة الداخلية بأن «طالبان لم تتوقف عن شن الهجمات خلال رمضان، في وقت كثفنا اجراءاتنا الأمنية قبل حلول عيد الفطر».