تتصدر لوحتان لرائد الفن المصري الحديث محمود سعيد (1897–1964)، مزادَ الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة الذي تنظمه دار «كريستيز» بدبي في 23 و24 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وأودع كلا العملين للبيع من ضمن مجموعة مصرية خاصة وفاخرة في مصر توارثتها أسرة الفنان. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها اللوحتان في المزاد العلني، إذ لم تعرض لوحة «الزار» من قبل، في حين عرضت لوحة «الصيادين في رشيد» في 1964 وهو العام ذاته الذي توفي فيه الفنان. وتعد لوحة «الصيادين في رشيد» أحد أعمال الفنان الأكثر شمولاً، إذ تُظهر المشهدَ المصري بتفاصيله الغنية قرب نهر النيل مع الصيادين المنهمكين بإفراغ صيدهم، لتبرز تعبيراً مثالياً عن الهوية المصرية الوطنية. وكان الفنان قد رسم اللوحة عام 1941، وتقدر قيمتها ب 600 الف دولار. أما لوحة «الزار»، فهي زيتية أولية أُعيد اكتشافها وترصد عملاً فنياً أكثر شهرة، إذ تصور مجموعة من الراقصين والموسيقيين، وهي لوحة تمتزج فيها الروحانية والغموض، وتبلغ قيمتها نحو 200 دولار أميركي. وقال المدير التنفيذي لدى «كريستيز» في الشرق الأوسط والخبير المسؤول عن المزاد مايكل جيها: «تعد لوحة «الصيادين في رشيد» إحدى التحف الفنية القليلة جداً لسعيد التي حفظت في أيادٍ أمينة، وقد حظينا بشرف إيداعها لدينا إلى جانب لوحة «الزار» لتكون من بين أبرز اللوحات المعروضة لدينا في مزادنا المقبل. وكانت دار «كريستيز» قد باعت في مزاد دبي 2010 لوحات لسعيد تضمنت لوحة «الدراويش» (1929)، التي بيعت برقم قياسي بلغ 2.5 مليون دولار، ولوحة «الشادوف» (1934)، التي بيعت ب 2.4 مليون دولار في العام ذاته، ومرة أخرى في «كريستيز». وتعد لوحة «الصيادين في رشيد» من أكبر أعمال سعيد الفنية التي ظهرت في المزاد على الإطلاق، ويمكن اعتبارها من مستوى لوحتي «الدراويش»، و«الشادوف». وتأتي لوحة «الصيادين في رشيد» ضمن ثلاثة أعمال فنية شهيرة لسعيد يصور فيها الصيادين، وهي أكثرها تمثيلاً لعمله الإبداعي، إذ إنها ترصد بصدق جوهر مصر ضمن عملٍ فني متناغم ومتجانس. وكما يشير العنوان، يقع المشهد في منطقة «رشيد»، وهو ميناء على الساحل المصري الشمالي تم فيه عام 1799 اكتشاف حجر رشيد الشهير. ويوفر هذا الموقع التاريخي بيئة مثالية للوحة محمود سعيد، مع الإشارة إلى اسم المدينة في العنوان، مما يجعلها صورة لماضي مصر العريق.