يبدي أبو ماجد تحدياً للإعاقة، مصراً على العيش كأي شاب عادي، يتحرك باحثاً عن الرزق، عبر بيع المستلزمات النسائية في سوق السويق وسط مدينة الهفوف، لافتاً أنظار الزبائن وهو يمتطي دراجته الهوائية، وهو يحمل بعض المستلزمات النسائية في يده. ويجيد أبو ماجد أربع لغات إضافة إلى العربية، وهي: الإنكليزية والهندية والإندونيسية والفيليبينية. ويبلغ أبو ماجد من العمر 41 عاماً، وبدأ مشواره مع الإعاقة حين كان يمارس هوايته المفضلة لعبة كرة القدم في الحواري، والتمرين على الحديد في المنزل. وقال: «بدأت قصتي عندما كان عمري 18 عاماً، حينها تعرضت لحادثة دهس، إذ كنت وأخي ذاهبين إلى المدرسة، وعندما قطعنا الشارع متجهين إلى المدرسة فوجئت بمتهور يدهسني، ودخلت في غيبوبة لنحو أربعة أشهر، وذلك بعد إصابتي بكسور في الجمجمة والركبة والضلع، ما سبب لي شللاً نصفياً في الجانب الأيسر». وأفاق أبو ماجد من الغيبوبة لاحقاً وخرج من المستشفى، وحددت له مواعيد للمراجعة والفحوص لمتابعة حاله، وأحيل أيضاً إلى قسم العلاج الطبيعي، ولكن ظروفه لم تسمح له بمتابعة العلاج الطبيعي. وأضاف: «أعيش مع والدتي في منزل شعبي وسط مدينة الهفوف، وهي كبيرة في السن ترافقها عاملة». وعلى رغم أنه يتسلم معونة من الضمان الاجتماعي ومركز التأهيل الشامل للمعاقين، إلا أنه قرر الاعتماد على نفسه كاسراً قيود الإعاقة، مع وجود صعوبة في الحركة. وقال: «قمت بشراء دراجة هوائية بثلاث عجلات، ليسهل علي قيادتها مع وجود الشلل النصفي، وأبيع الملابس والمستلزمات النسائية، سواء الجوارب أو ألعاب الأطفال، وغيرها». وقرر أبو ماجد الزواج، ولكن بعض أقاربه لم يؤيدوا فكرته، ما جعله يعيش أوضاعاً نفسية صعبة للغاية، دفعت أقاربه لاتهامه بالجنون، وتم نقله إلى مستشفى الصحة النفسية، إذ بقي فيه لأسبوعين، وبعد خروجه من المستشفى استأنف العمل في السوق، وجمع بعض المال وتمكن من الزواج من إحدى الفتيات، إلا أن الحياة الزوجية بينهما لم تستمر طويلاً، فانفصلا. ومن المواقف التي واجهها مع المتسوقين، قال: «بعضهم ينظرون إلي نظرات غريبة، أثناء تجولي على دراجة هوائية بثلاث عجلات، مرتدياً الزي السعودي، فيما أحمل صور خادم الحرمين الشريفين في المناسبات الوطنية، والأعلام السعودية فرحاً بهذه المناسبة». وأشار إلى موقف آخر: «أثناء تجوالي مر أحد المتسولين، وطلب مالاً من المتسوقين، فأشاروا إليّ وهم يقولون له انظر هذا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتمد على نفسه في طلب الرزق من مكان إلى آخر، وأنت بصحتك وتطلب الصدقات، وهذا ما شجعني أكثر من السابق». وأبدى أبو ماجد انزعاجه من بعض العاملين في البلدية، «عند مشاهدتي على دراجتي يمنعونني من التجول والبيع في السوق، وقرروا في أحد الأيام سحب بضاعتي التي أحملها معي، ثم أعادوها بعد المراجعة، ولكنهم حذروني من دخول السوق مرة ثانية، حتى بعض أصحاب المحال يتضايقون مني، علماً بأني بين فترة وأخرى أغير نوع البضاعة»، مضيفاً: «كنت أحاول فتح محل تجاري في السوق، ولكن ظروفي المالية لم تسمح لي». وعلى رغم أنه لا يحمل سوى الشهادة المتوسطة، إلا أن أبا ماجد يحلم أن يكون يوماً موظفاً حكومياً.