في البدء، حشدت الصحف ووسائل الإعلام المحلية طاقاتها وكوادرها منذ أسابيع لتغطية قمة التضامن الإسلامي، وبدأت اللجان التنظيمية في إرسال خطابات إلى الصحف من أجل هذا الغرض. ولم تسر الأمور كما هو مخطط لها، فالبداية كانت مع الاجتماع التحضيري لكبار الموظفين في منظمة التعاون الإسلامي السبت الماضي، والذي مُنِع الصحافيون من حضوره وتغطيته. وفي أول أيام القمة لم تتح للصحافيين في مقر انعقادها فرصة الالتقاء بمسؤولين أو وزراء للحصول على تصريحات صحافية حول القمة، وبدلاً من ذلك حُشر الصحافيون في المركز الإعلامي طوال مدة الجلسة الافتتاحية، ولم يجدوا فيه سوى شاشات تلفزيونية وأجهزة كومبيوتر وكأن بداخلها الخبر الصحافي والقمة وقادة الدول الإسلامية والوفود، ثم طُلب منهم أن يخرجوا إلى الحافلات التي ستقلهم إلى مقر المركز الإعلامي ومن ثم إلى جدة. وفي اليوم الثاني، فوجئ الصحافيون بإجراء جديد تمثل في السماح بمحرر واحد ومصور واحد من كل صحيفة أو قناة فضائية، وبرر المسؤولون في اللجان التنظيمية والأمنية ذلك بوجود مقر لحضور الصحافيين في قصر المؤتمرات بجدة يمكن لهم من خلاله المشاركة في المؤتمر الصحافي للقمة عن طريق الدائرة التلفزيونية، ولم تتمكن بعثة «الحياة» إلى القمة من الوصول بكاملها إلى مقر انعقادها. يقول الصحافي في صحيفة «عكاظ» حاتم المسعودي ل«الحياة» إن نجاح القمة من الجوانب التنظيمية والأمنية لم يكتمل بسبب سوء الإدارة الإعلامية، مضيفاً: «كنا نعتقد أن المركز الإعلامي داخل قصر الضيافة في مكة سيكون مركزاً للقاء المسؤولين من الوفود المشاركة للحصول على معلومات صحافية مهمة، لكننا لم نجد سوى شاشات التلفزيون والكراسي التي تملأ تلك المساحة». ويضيف: «لمست استياء كبيراً لدى الصحافيين، فأكثر من 120 إعلامياً لم يجدوا أكثر من 30 جهاز كومبيوتر وفاكسين فقط. ندرة في مياه الشرب ولا وجود للمرطبات، وفور انتهاء الجلسة الافتتاحية طلب منا المسؤولون المغادرة لإقفال المركز ولما نكمل بعد ما في أيدينا من تقارير وأخبار». «الحياة» لم تجد في محاولاتها مع المسؤولين في اللجان التنظيمية والجهات الأمنية المسؤولة عن التفتيش والتدقيق في أدوات الإعلاميين ومتعلقاتهم الشخصية أي تجاوب، إذ منع فريقها من الوصول إلى مكة ما عدا محرر واحد ومصور واحد لم تتح له فرصة الدخول إلى قصر الضيافة إلا بصعوبة، بعد أن واجه منعاً من رجال الأمن في البداية. وتضامناً مع الإعلاميين والصحافيين، فضل بعض المدعوين لحضور الجلسة الختامية عدم الحضور انتصاراً لزملائهم في وسائل الإعلام الأخرى.