قال رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن النظام الاسبوع الماضي إن نظام الرئيس بشار الأسد يتصدع ولم يعد يسيطر سوى على 30 في المئة من البلاد. واكد حجاب، في مؤتمر صحافي في عمان وفي اول ظهور علني له منذ خروجه من دمشق، ان النظام السوري «منهار مادياً ومعنوياً واقتصادياً ومتصدع عسكرياً». كما دعا افراد الجيش الذي ناداهم ب «احرار الجيش العربي السوري» الى التشبه بالجيشين المصري والتونسي و»الوقوف الى جانب الشعب». واضاف «انا على يقين بأنكم ستنحازون الى جانب شعبكم العظيم وتحافظون على مقدساته وترابه ودماء ابنائه الزكية». ووجه حجاب الشكر الى السعودية وقطر وتركيا ودعاها الى «مواصلة جهودها المباركة في دعم ثورة الشعب والوصول بها الى شواطىء النصر المؤزر». واكد انه لا يرغب في تقلد اي منصب «سواء كان في الوقت الراهن او في المستقبل في سوريا المحررة»، مشيراً الى انه لم يكن يبغي من انشقاقه «الا وجه ربي وارضاء ضميري والوفاء لوطن اعطانا الكثير»، واوضح انه انشق عن النظام «عندما زاد التمسك باسلوب القمع والاقصاء والقتل والتدمير» وقال انه كان يشاهد القصف على المدن من دون ان يملك قراراً يرد عنها القتل والظلم. وهذه الامرة الاولى التي يسمح فيها الأردن بنشاط علني على أراضيه لمسؤول منشق عن النظام السوري، ما اعتبره سياسيون ومقربون من مطبخ القرار في عمان تغيراً في الموقف الرسمي، الذي سعى منذ بداية الازمة إلى تجنب الصدام مع النظام السوري. واعتبر سياسيون اردنيون ان الظهور العلني لحجاب يعكس «تدرجاً في حالة الاحتقان المتنامية بين النظامين الأردني والسوري». وقال مقربون من مطبخ القرار الأردني ل «الحياة»، إن ظهور حجاب العلني «يؤكد اتجاه الأردن نحو التصعيد مع النظام السوري». واعلنت الادارة الاميركية رفع العقوبات عن حجاب ودعت قيادات النظام السوري الى الاقتداء به والانشقاق. وقررت وزارة الخزانة الاميركية رفع التجميد عن اصول وارصدة حجاب، في رسالة الهدف منها ابلاغ المحيطين بالاسد بامكان رفع العقوبات عنهم في حال تخليهم عن النظام. وتضم قائمة الاشخاص الذين تفرض وزارة الخزانة تجميدا لاصولهم المالية نحو 30 من كبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء الجديد وائل الحلقي. من جهة اخرى منعت سويسرا ثلاث مؤسسات سورية من العمل فيها وفرضت حظرا للسفر وتجميدا لأصول 25 سوريا اغلبهم مسؤولون عسكريون. وذكرت امانة الاقتصاد السويسرية ان الشركات السورية المعرضة لتجميد الاصول هي مؤسسة الطيران العربية السورية ومؤسسة تسويق القطن وشركة «دريكس تكنولوجيز». ويمنع هذا الاجراء الطائرات السورية من الهبوط في مطارات سويسرا. ميدانياً، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان 70 شخصاً على الاقل قتلوا حتى مساء امس في المواجهات المستمرة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة. وقالت المعارضة ان النظام لجأ الى استخدام الطيران الحربي بشكل غير مسبوق في اليومين الماضيين وذكرت شبكة «شام» الاخبارية ان القصف شمل احياء العاصمة دمشق وريفها بينما استمرت المعارك في حمص وحلب حيث هاجم النظام مواقع المعارضة في حي السكري وسيف الدولة. وفي واشنطن قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان حكومته بحثت مسألة فرض منطقة لحظر الطيران فوق سورية «من ضمن اجراءات طارئة اخرى». واكد في حديث لوكالة «اسوشييتد برس» انه على ثقة ان الولاياتالمتحدة قادرة على فرض هذه المنطقة لكن ذلك «يحتاج الى قرار سياسي كبير جداً لم يتخذ بعد». وعلمت «الحياة» أن وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي وصل أمس الى مقر إقامته في باريس آتياً من بالي في أندونيسيا مقر إقامته الصيفي، ما عزز التوقعات باحتمال قبوله تولي منصب المبعوث الخاص المشترك الى سورية خلفاً لكوفي أنان. وفيما قال مصدر رفيع في الأممالمتحدة ل»الحياة» إن الإعلان كان مقرراً في وقت ما من بعد ظهر أمس (بتوقيت نيويورك)، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن «اتصالات أخيرة لا تزال جارية ويمكن الإعلان أن يتم في أي وقت». وقال مسؤول في الأممالمتحدة طالباً عدم ذكر إسمه ان «من الطبيعي أن يتمسك أي مبعوث مقبل الى سورية بدعم دولي واضح وموحد لمهمته وخصوصاً في مجلس الأمن وهو ما سيتم الاتفاق في شأنه في المجلس». وقالت مصادر ديبلوماسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يسعى الى أن تكون مهمة المبعوث المقبل «مستندة الى مرجعية الأمانة العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تجنباً لعراقيل سيسببها استمرار الانقسام في مجلس الأمن في شأن الأزمة السورية». وقالت إن بان يسعى الى إنشاء «وجود سياسي للأمم المتحدة في سورية من دون تكليف من مجلس الأمن تجنباً لاحتمالات فشل جديدة».