في الوقت الذي تنفست أسرة السجين خالد الحربي الصعداء باكتمال مبلغ الدية البالغ 30 مليون ريال، لا تزال أسرة فهد الشمري المكلومة في مدينة حائل تتطلع إلى وقفة أهل الخير الصادقة من أصحاب القلوب الرحيمة، لمساعدتها في جمع الدية المطلوبة، وقدرها 14 مليون ريال لعتق رقبة ابنها محمد الذي يقبع خلف القضبان منذ أكثر من خمس سنوات في سجن حائل متهماً بقتل شاب آخر. وبحزن شديد روى والده فهد الشمري (57 عاماً) تفاصيل قضية ابنه، موضحاً «قبل خمس سنوات وقعت مشاجرة بين ابني محمد (16 عاماً) وشاب آخر، تطورت المشاجرة التي أشعلها الشيطان، واستخدم فيها السلاح، فكانت جريمة القتل». وواصل الأب حديثه بنبرة حزينة، والألم يعتصر قلبه: «منذ ذلك اليوم والحزن يلازمنا جميعاً، بخاصة والدته وإخوته الذين لم تتوقف دموعهم في ظل غيابه عن جميع المناسبات، ما أدّى إلى تعب والدته التي أنهكها البكاء، وهي تنتظر يوم الفرج ولقاء ابنها الغائب منذ سنوات». ويضيف أبو محمد: «تعرض ابني للابتلاء، وهو في سن صغير، وأقدم على هذا الفعل والتصرف، وهو غير مدرك لعواقبه، وما حدث كان مقدراً ومكتوباً عليه، والحمدلله على كل حال». وتابع بقوله: «والد المقتول وافق على تسجيل تنازله بشرط دفع مبلغ 14 مليون ريال أو تنفيذ حكم القصاص في حال عدم حصوله على المبلغ المتفق عليه في الموعد المحدد»، مشيراً إلى أن جميع المبالغ التي حصل عليها من جماعته وأقاربه بلغت مليونان ونصف المليون ريال، لكنه لم ولن ييأس أبداً، خصوصاً أنه واثق أن الله معهم، وأنه يعيش في وطن الخير، وهم أهل للمواقف الصعبة، وأملي كبير في الله ثم أهل الخير في استكمال المبلغ المتبقى لعتق رقبة ابني وقدره 11.5 مليون. ويتمنى أبو محمد الذي يعمل كاتباً في مدرسة ابتدائية بمرتب شهري لا يتجاوز أربعة آلاف ريال من فاعلي الخير والميسورين، أن يسارعوا في مساعدة في إعتاق رقبة ابنه محمد وإخراجه من السجن خلال هذا الشهر المبارك، وذلك بالمساهمة في دفع الدية التي يطالب بها أولياء القتيل، موضحاً أنهم لا يستلمون التبرعات النقدية على الإطلاق، ومن له رغبة في المساعدة فليسدد المبلغ في محكمة حائل أو أن يتبرع عن طريق حساب بنكي رسمي باسم الشخص نفسه، الذي سيتم إغلاقه آلياً حال وصول المبلغ إلى الرقم المطلوب. من جانبه، أكّد مصدر مطلع في سجن حائل العام أن السجين محمد الشمري، يُعد من «خيرة المساجين في سجن حائل العام، ويمتاز بأخلاقه العالية، فهو محبوب من الجميع، ومن المؤسسين لعنبر التواصل، الذي يمتاز نزلاؤه بعدم التدخين والمحافظة على الصلاة وحفظ القرآن والأحاديث النبوية».