يفتتح اليوم في مدينة القيروانالتونسية المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية، في دورته الأولى، ويقول مديره عبد اللطيف الرمضاني إنه ينادي بتأسيسه منذ ثماني سنوات، «لا سيما في رمضان أو في المولد النبوي، أي المواسم الدينية التي يجب أن ترتبط أيضاً بالثقافة والتجارة والسياحة... فمن يزور القيروان الآن سيشعر بأثر روحي بفضل هذا المهرجان، وسيستمتع بإنشاد المشايخ عبد المجيد بن سعد وعلي البراق وابنه محمد وغيرهم من أعلام التلاوة والإنشاد». وما يميّز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات الدولية، بحسب الرمضاني، أنه «يشجّع الثقافة المحليّة، وقد ينتج أعمالاً تؤسس لصناعة ثقافيّة في هذا المجال، إضافة إلى التعريف برصيد هذا الفنّ». والمسألة في رأيه «مرتبطة بالتسويق، فطموحنا تغطية إعلامية متميزة تعرّف بالمدينة وفنونها، فضلاً عن برمجة عروض عالمية للانفتاح على تجارب شبيهة أو متفردة». ويضيف أنّ الميزة الثانية هي الخروج بالمهرجان من الفضاءات التقليدية، إلى أخرى تتناغم وبرنامج المهرجان، لتقام عروض في فضاءات عتيقة، كمقام الصحابي أبي زمعة البلوي، وسيدي عبيد، وسيدي بن خود وغيرها. ومن أهداف المهرجان، جمع التراث الموسيقي الصوفي وحمايته من الاندثار، مع إمكان تطويره وجعله رافداً للموسيقى التونسية، فضلاً عن تكوين مكتبة الموسيقى الروحية في إشراف وزارة الثقافة التونسية. أما الفنانون المشاركون، فهناك من تونس لطفي بوشناق ومقداد السهيلي ومنير الطرودي، إلى جانب محمود فريح وحاتم الفرشيشي اللذين سيقدمان عرضاً من إنتاج المهرجان مع منشدين، فضلاً عن مشاركة من إيران في عرض بعنوان «محراب»، ومشارَكات من العراق. وستعقد على هامش المهرجان، ندوة عن تجارب المتصوفة، بمشاركة باحثين تونسيين وعرب، أمثال محمد الغزي ومنصف الوهايبي ومحمود قطاط من تونس، وخالد بلقاسم من المغرب، ويحيى عمر من العراق، وآخرون من مدارس غربية. وستتناول الندوة التجليات الفنية والثقافية للفكر الصوفي الإسلامي، من شعر وزخارف وموسيقى وهندسة، إضافة إلى دوره الاجتماعي في حقبة الاستعمار. وتنظَّم أمسية مع الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد.