على رغم الإنتقادات التي توجه الى قناة «أن بي سي» الأميركية لعرضها المتأخر لمعظم منافسات أولمبياد لندن، إلا إن القناة التي تملك الحقوق الحصرية لنقل فعاليات الاولمبياد في الولاياتالمتحدة، أصبحت شبه متأكدة من أنها ستحقق أرباحاً جديدة من عائدات إعلانية إضافية بسبب الاقبال غير المتوقع على مشاهدة التقارير التلفزيونية الخاصة بالحدث الرياضي. ووصل عدد مشاهدي المباريات والتقارير التلفزيونية الخاصة تلك الى ثلاثين مليون مشاهد أميركي يومياً. القناة التلفزيونية الأميركية التي دفعت 1.2 بليون دولار للحصول على الحقوق الحصرية لنقل أولمبياد لندن في أميركا، كانت تعرضت لهجوم وانتقادات عنيفة بسبب عدم عرضها المباشر لمعظم منافسات الاولمبياد، اذ تقوم وبسبب فرق التوقيت الزمني بين الولاياتالمتحدة والجزيرة البريطانية، بتسجيل هذه المباريات وعرضها ضمن تقارير تلفزيونية مساء كل يوم، وهي الفترة الزمنية التي تجذب الجمهور الأكبر في أميركا. وردت القناة على الانتقادات بأنها تملك أدلة استقتها من بحث أجرته بين مشاهديها تفيد بأن رغبتهم في مشاهدة فعاليات الاولمبياد المسجلة لن تتأثر بمعرفتهم بنتائج هذه المنافسات التي تعلن بسرعة كبيرة جداً عبر وسائل إعلامية مثل مواقع الإنترنت او مواقع التواصل الإجتماعي. ومن الأرقام التي بدأت تظهر عن معدلات مشاهدة الاولمبياد عبر الوسائط الإعلامية، يتقدم التلفزيون بفروق كبيرة جداً على وسائل إعلامية اخرى. فإذا أخذنا مثلاً الولاياتالمتحدة التي وفرت قناة «أن بي سي» التلفزيونية ذاتها إمكان مشاهدة كل منافسات الاولمبياد عبر موقعها على شبكة الإنترنت مجاناً للمشتركين في خدمة الكايبل الاميركي (يشترك معظم الاميركيين في خدمة الكايبل مقابل مجموعة قليلة جداً ما زالت تتلقى بث القنوات التلفزيونية عبر اجهزة التقاط بث التلفزيون التقليدية)، تلاحظ أن مليون أميركي فقط يتابعون الحدث الرياضي الأكبر في العالم عبر شبكة الإنترنت مقابل 30 مليون مشاهد يفضلون الطريقة التقليدية للمشاهدة عبر شاشات التلفزيون، في حين يتابع 12 في المئة من الذين شملهم البحث (أجرته مؤسسة PEW البحثية) أخبار الاولمبياد عبر مواقع التواصل الإجتماعي. لكن الفروق التي تبدو هائلة بين اعداد مشاهدي الإنترنت والتلفزيون في طريقها السريع الى التضاؤل، بخاصة مع زيادة اعداد الأميركيين والأوروبيين الذين يقبلون على شراء «التلفزيون الذكي» الذي يربط الشبكة العنكبوتية بالتلفزيون، بحيث لن ينتظر كثيرون في الاولمبياد المقبل، تقريراً تلفزيونياً يعرض في المساء لمتابعة رياضييهم المفضلين. فعبر أجهزة التلفزيون العادية يمكن الاتصال بشبكة الإنترنيت ومتابعة فعاليات الاولمبياد مباشرة عبر المواقع الخاصة التي تطلقها المؤسسات الإعلامية التي تملك الحقوق الحصرية لنقل الأولمبياد في العالم. وكانت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، إضافة لإمتلاكها للحقوق الحصرية لنقل الاولمبياد في بريطانيا، بدأت للمرة الاولى في تاريخ نقل الأولمبياد، توفير الامكانية، وعبر شبكة الانترنت، لمشاهدة كل المنافسات الرياضية مباشرة. كما انها عقدت اتفاقات مع المؤسسات الإعلامية التي تنقل الاولمبياد في بلدانها لعرض مباشر لكل المباريات، في خدمة تشهد تطورات تقنية كبيرة لجهة نوعية الصورة والصوت اللذين يصلان عبر الشبكة بجودة تقترب من تلك التي تقدمها القنوات التلفزيونية.