تلفزيون في الهواتف الذكية. تلفزيون في أجهزة «الآي باد» وأجهزة الكمبيوتر اللوحية الأخرى. غوغل تطلق خدمتها التلفزيونية وشركة «آبل» تحسن خدمة التلفزيون بحسب الطلب التي بدأتها قبل عام في الولاياتالمتحدة. شركات الأجهزة الكهربائية العالمية تعد بأن كل أجهزة التلفزيون الجديدة التي ستنتجها في المستقبل ستكون قادرة على الاتصال بالانترنت. أي يمكن من طريق أجهزة التلفزيون المنزلية مشاهدة موقع الفيديو «اليوتيوب»، والذي يعرض في ما يعرض مقاطع تلفزيونية. وبذلك تعود تلك المقاطع الى «التلفزيون العادي» ومن طريق الانترنت هذه المرة، وهو الأمر الذي قد يعني أن جهاز التلفزيون العادي والذي يتصدر غرف الجلوس حول العالم ممكن أن يبقى أحد اللاعبين الكبار في عصر التنافس الإعلامي الشديد. أخبار عام 2010 هذه تزيد من التباس مستقبل التلفزيون، لكن العام حمل مؤشرات جدية بأن عصر المشاهدة الحية المعروفة للتلفزيون في أوروبا في طريقه الى الانتهاء. لا يتعلق الأمر فقط بالساعات التي يقضيها الأميركيون، مثلاً، على الانترنت، والتي وصلت في بحث لمؤسسة «فورريستير» الى معدل يساوي تلك التي يقضونها أمام أجهزة التلفزيون، أو ملايين البريطانيين الذين يتابعون برامج «بي بي سي» من طريق خدمة «اي بلاي» على شبكة الانترنت. لكن التحدي الكبير سيكون من طريق خدمة تلفزيون بحسب الطلب والتي تقدمها غالبية شركات تجهيز خدمة التلفزيون الأوروبية والتي توفر إمكان متابعة برامج عرضها التلفزيون في أوقات سابقة وبحسب رغبة المستخدم. كذلك تحظى أجهزة تسجيل البرامج التلفزيونية والتي توفرها تلك الشركات بإقبال أوروبي كبير. وهي الأجهزة التي انطلقت في الولاياتالمتحدة قبل أعوام وتنتشر الآن على صعيد كبير في أوروبا، وتتميز بخدمات أكثر من مجرد تسجيل البرامج، إذ تسجّل اختيارات المستخدم من البرامج التلفزيونية، وتقدم بعدها النصائح لمشاهدة برامج معينة تشبه تلك الاختيارات. وإذا حظيت خدمات «غوغل» وشركة «آبل» التلفزيونية التي تقدم فرصة مشاهدة برامج تلفزيونية بحسب الطلب مقابل مبالغ معينة، بالنجاح ذاته الذي جنته خدمات أخرى للشركتين العالميتين في السنتين الأخيرتين، فهذا يعني تضييق فرص البقاء لعدد من القنوات التلفزيونية الأوروبية وبخاصة القنوات التجارية، ويزيد من قدرة شركات تجهيز خدمات التلفزيون، والتي قد تتجه لإنتاج برامج تلفزيونية لتقدم ضمن خدماتها المتعددة، وكما يحدث حالياً حيث تقدم هذه الشركات برامج ومسلسلات كاملة كجزء منفصل عن ارتباطها بنقل بث برامج القنوات الأوروبية. وبعيداً من مستقبل التلفزيون في شكله الحالي، واصل عدد من القنوات الأوروبية في عام 2010 خططه لتقليل الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. فبعدما استغنت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2009 عن مجموعة من أشهر وجوه القناة من المقدمين التلفزيونيين، وصل الدور على مديري القناة، والذين التفت الإعلام البريطاني الى رواتبهم العالية، بخاصة أن بعضهم يتلقى مبالغ أكبر كثيراً من تلك التي يحصل عليها رئيس الوزراء البريطاني. «بي بي سي» التي ردت بأن المديرين هؤلاء مهمون جداً في عصر التنافس التلفزيوني، وجدت نفسها مرة أخرى محل انتقادات الصحافة البريطانية بسبب قرارها تجميد جزء من الأموال التي تحصل عليها من دافعي الضرائب البريطانيين لثلاث سنوات مقبلة وعدم صرف تلك الأموال في إنتاج برامج جديدة بسبب الأزمة الاقتصادية. وعلى رغم أن كثيراً من برامج تلفزيون الواقع التي توقفت في عام 2009 لم تعد الى شاشات القنوات الأوروبية في عام 2010، إلا أن برامج واقع أخرى، وبخاصة برامج اكتشاف المواهب واصلت حضورها القوي في عدد من الدول الأوروبية، وبخاصة في بريطانيا وهولندا وبلجيكا. واللافت أن تصويت الجمهور في هذه البرامج بدأ يتجه الى اختيار الأكثر شعبية لأسباب بعيدة عن الموهبة، وهو الأمر الذي يزيد من أزمة تلك البرامج التي تنتقد بأنها لم تقدم مواهب قادرة على الصمود لسنوات. وانضم في عام 2010 برنامج مواهب هولندي بأسلوب مختلف، هو «صوت هولندا» الذي لا يسمح فيه للمحكمين برؤية المشتركين، وبالتالي الاكتفاء بأصواتهم. ولسنة جديدة تواصل البرامج الإنسانية ذات التكاليف القليلة نجاحها الكبير في عدد من الدول الأوروبية. ف «بي بي سي»، مثلاً، قررت أن تنقل وقت عرض برنامج «ملف الريف» الذي يتناول حياة أبناء الريف، من الفترة الصباحية الى توقيت مسائي مهم بسبب النجاح الذي حظي به. كذلك يحقق برنامج «فلاح يبحث عن زوجة» وهو برنامج مواعدة يحاول أن يعثر على زوجات لفلاحين هولنديين، على نجاح كبير، حتى أن أولى حلقات موسمه الجديد، والتي بدأت قبل أيام كانت من أكثر البرامج مشاهدة لعام 2010 كله. وكشف الاهتمام العالمي الواسع بوثائق موقع «ويكيليكس» عن «قدم» التلفزيون كوسيلة إعلامية مكبلة بالقوانين والعراقيل. فعلى رغم أن التلفزيون قام بتغطية قصص الوثائق المذكورة، إلا أن الانترنت هو الذي كسب الجولة المهمة. تراجع التلفزيون الاستقصائي يتأكد هذا العام مع الانتقادات التي وجهت لبرنامج «بانوراما» البريطاني والذي كشف في إحدى حلقاته الأخيرة عن فساد أعضاء من منظمة «الفيفا» المالي، ما أدى الى تعرضه الى انتقادات كبيرة في بريطانيا نفسها، وجعل مهمة تحقيقات مماثلة عسيرة في المستقبل.