أتاح غياب المسلسل الرمضاني السعودي السنوي «طاش» هذا العام، فرصة لظهور عدد من الأعمال الكوميدية طوال الشهر الفضيل، فحضرت مجموعة من الأعمال المحلية والخليجية لتتقاسم الحضور في عدد من القنوات التلفزيونية، والسعي إلى كسب رضا الجمهور والاهتمام بمتابعتها. ويبدو أن الأعمال التي سجّلت حضورها هذا العام جاءت أقل بكثير مما كان مأمولاً ومنتظراً منها، فردود الأفعال السلبية التي صاحبت عرضها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أعطت مؤشراً بأنها لا تجد الرضا والقبول، ولم تستطع الارتقاء إلى مستوى «طاش» وجماهيريته التي تواصلت طوال ال 18 عاماً الماضية. وكان المشاهدون ينتظرون مع أول أيام شهر رمضان، أن يجدوا ما يستحق الاتجاه إليه بعد «فك» قيدهم مع «طاش»، وأن يجدوا خيارات أكبر تتاح أمامهم لإدخالها ضمن أولويات المتابعة، غير أن الاختيار جاء على طريقة «أفضل السيّء»، ولم ينل أيّ من الأعمال الكوميدية الحالية لقب «وصيف طاش»، أو حتى أتى معوّضاً لغيابه. وتحضر مجموعة من الأعمال الدرامية الرمضانية خلال الفترة الذهبية، إذ يأتي بينها مسلسل «طالع نازل» على قناة «دبي» من بطولة عبدالله السدحان، يتبعه مسلسل «من الآخر» لراشد الشمراني وريم عبدالله، وعلى القناة «السعودية الأولى» يظهر مسلسل «سكتم بكتم» من بطولة فايز المالكي، و «كلام الناس» من بطولة حسن عسيري، وعلى «روتانا خليجية» يطل مسلسل «هشتقة» من بطولة فهد الحيان، إضافة إلى «واي فاي» الذي تعرضه «أم بي سي»، ويتصدى لبطولته داود حسين، وحسن البلام، وعبدالإله السناني، وأسعد الزهراني. وتحرص القنوات الفضائية على بثّ الأعمال الكوميدية خلال فترة ما بعد الإفطار، فيما يحضر التنافس في شكل قوّي بين القائمين على تلك الأعمال، سعياً منهم للحصول على أكبر نسبة من المتابعة. وشكّلت مسألة الرضا الجماهيري العامل الفيصل بين كل تلك الأعمال، إذ تعرّض «طالع نازل» لانتقادات حادة تكمن في مستوى العمل الذي لم يكن متناسباً مع بطله عبدالله السدحان الذي عُرف بأنه أقوى مما قدّم، فيما وجد البعض أن أسلوب الطرح في «سكتم بكتم» جاء مكرراً، أما «كلام الناس» و «من الآخر» فيبدوان متشابهين في طرحهما ولا يحملان جديداً، في حين جاء «هشتقة» بعيداً من أن يثير أية ردود الأفعال الإيجابية والسلبية. من ناحيته يشكّل عمل «واي فاي» ثقلاً من ناحية الأسماء التي توجد فيه، فحضر إلى جانب أبطاله ناصر القصبي وخالد سامي وطارق العلي كضيوف شرف في عدد من الحلقات، وعلى رغم ذلك وصفه عدد من المغردين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ب «التهريج».