طهران – رويترز، ا ف ب، وكالة «مهر» – اعلنت السلطات الإيرانية امس، اطلاق 140 معتقلاً من سجن ايفين كانوا أوقفوا خلال الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية، بعد ساعات على اصدار المرشد علي خامنئي أمراً بإغلاق سجن يُعتقل فيه متظاهرون، نظراً لافتقاره «المعايير المطلوبة». جاء ذلك في وقت اعتبر غالبية النواب الايرانيين ان وزير الاستخبارات غلام حسين محسني اجائي الذي أقاله الرئيس محمود احمدي نجاد بعد «شجار كلامي» حول عدم امتثال نجاد لقرار خامنئي رفض تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائباً اول للرئيس، نجح في «امتحان عظيم دافع فيه عن المرشد». ونقلت قناة «برس تي في» عن سعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلى للامن القومي الايراني قوله ان «المرشد الأعلى اصدر امراً صارماً لضمان الا يلحق اي ظلم باي شخص، بعد الأحداث التي وقعت أخيراً. على سبيل المثال، أمر بإغلاق مركز اعتقال لا تتوفر فيه المعايير المطلوبة». ولم يحدد جليلي موقع السجن، لكن وكالة «مهر» نقلت عن النائب كاظم جلالي وهو الناطق باسم لجنة خاصة شكلها مجلس الشورى (البرلمان) لمتابعة أوضاع المعتقلين، قوله إن المرشد أمر بإغلاق معتقل «كهريزك»، «بسبب افتقاره الإمكانات والظروف المطلوبة للحفاظ على حقوق المعتقلين». ولم يتضح ما إذا كان أُفرج عن المحتجزين في كهريزك، أم إنهم نقلوا إلى معتقل آخر. وكانت مواقع إلكترونية إصلاحية أفادت بأن بعض المحتجزين الذين شاركوا في الاحتجاجات، موجودون في «كهريزك». واشار جلالي الى ان 140 معتقلاً أُطلقوا من سجن ايفين، بعد زيارة أعضاء اللجنة السجن أمس. وقال ان «اولئك الذين صدرت بحقهم اتهامات ثانوية، أُفرج عنهم في مقابل كفالة». واضاف ان 150 شخصاً شاركوا في الاحتجاجات، و50 آخرين بينهم ناشطون سياسيون واعضاء في منظمات مناهضة للثورة واجانب، ما زالوا في السجن. وقال قريب للناشطة في حقوق المرأة شدي صدر، انها أطلقت امس بعد اعتقالها في 17 من الشهر الجاري. ونفى سهراب سليماني رئيس السجون في طهران ان يكون المعتقلون تعرضوا لمعاملة سيئة. كما نفى أن يكون المتظاهران المعتقلان محسن روح الامين ومحمد كرماني توفيا بسبب تعرضهما للضرب في السجن، واكد انهما أصيبا بالتهاب السحايا. لكن المرشح الاصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي تساءل اذا كان روح الأمين «توفي بسبب التهاب السحايا، كيف إذن كانت أسنانه مكسورة؟». ونقلت صحيفة «سرمايه» الاصلاحية عن فاجيهه ماروسي زوجة الاصلاحي المعتقل سعيد هجاريان، وهو مستشار الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، قولها ان حياته معرضة للخطر. واضافت أنها التقته في سجن ايفين، موضحة انه «بدا شاحباً وضعيفاً جداً ومكتئباً، وبكى طيلة الاجتماع. وكانت رائحة جسمه كريهة، وقال انه كان يوضع تحت الشمس للضغط عليه». وكان رئيس القضاء الايراني محمود هاشمي شاهرودي أمر الاثنين الماضي بالبت في مصير الموقوفين خلال اسبوع. واوردت الصحيفة ان شاهرودي أمر ايضاً مبعوثيه بزيارة «كل السجون ومراكز الاعتقال». جاء ذلك في وقت دعا رئيس البرلمان علي لاريجاني الى «معاملة المعتقلين خصوصاً الطلاب والأكاديميين، بعدالة ورحمة اسلامية، واذا كانت هناك حالات يمكن العفو عنها، يجب الإفراج عن اكبر عدد للحيلولة دون أي استغلال». لكن قناة «العربية» أفادت بأن مدعي عام طهران سعيد مرتضوي اعتبر المعتقلين «من مثيري الشغب». وزير الاستخبارات في غضون ذلك، وقّع 210 من اصل 290 من إجمالي النواب، بياناً افاد بأن وزير الاستخبارات غلام حسين محسني اجائي «مرّ في الايام القليلة الماضية بامتحان عظيم دافع فيه عن المرشد الاعلى، واظهر انه لا يتردد عندما يتعلق الأمر بالدفاع عنه». واضاف البيان الذي أوردته وكالتا الانباء الرسمية الايرانية «إرنا» و «مهر»، ان «الرجال الصالحين يُعرفون في اللحظات الحساسة والظروف الصعبة لاتخاذ القرار، حيث يخرجون منتصرين من ساحة الاختبار الصعب». واشار الى ان اجائي «ادى واجبه بإخلاص خلال توليه لمهمات وزارة الاستخبارات الحساسة طيلة السنوات الاربع الماضية، وقام بالدفاع والحفاظ على قيم الثورة في مواجهة العناصر المعادية لها في الداخل والخارج، وخصوصاً من خلال دوره المتميز في الأحداث التي سبقت الانتخابات وتلتها». الى ذلك، افادت «مهر» بأن 117 نائباً من اصل 213 حضروا جلسة للبرلمان، صادقوا على إعطاء الأولوية لمناقشة اقتراح قانون معجل حول تحويل مناصب أربعة نواب للرئيس الى وزارات، بهدف تعزيز مراقبة الحكومة.