أسفرت المعارك العنيفة الجارية منذ يومين في محاولة الجيش السوري صد هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على مطار الطبقة العسكري، معقل النظام الأخير في محافظة الرقة (شمال) عن مقتل نحو 18 عنصرا من الطرفين قبل عودة الهدوء الى محيطه ظهر الخميس. وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" في بريد الكتروني "لقي 11 مقاتلاً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتي استمرت منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم في محيط مطار الطبقة العسكري". ووسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي تنظيم "داعش" وقوات النظام، قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في عربتين مفخختين في محيط المطار "ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها". وقامت القوات النظامية خلال هذه المعارك التي تحاول فيها صد هجوم التنظيم على مطار الطبقة العسكري بشن غارات جوية في محيط المطار ومناطق تمركز "داعش" وقصفها بالبراميل المتفجرة بالمدفعية و3 صواريخ من نوع سكود"، وفق المرصد. الا أن "المرصد" أشار الى أن "الهدوء يسود الآن في محيط المطار، فيما "تسمع أصوات قذائف بين الفينة والأخرى". ويسيطر تنظيم "داعش" على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة في شمال وشرق سورية، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وكان تنظيم "داعش" تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، "اللواء 93" و"الفرقة 17" في تموز (يوليو)، بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الاثر الى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع "الدولة الاسلامية" في الرقة ومناطق أخرى في سورية. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الأسد معارك ضارية ضد "داعش" في مناطق عدة من سورية. الى ذلك، قتل ضابط كبير في قوات الدفاع الجوي مع ثلاثة من مرافقيه بانفجار لغم فيما كانوا يقومون بتفتيش منطقة قرب المليحة في ريف دمشق، وفق "المرصد". وسيطرت القوات النظامية على المليحة في منتصف آب (اغسطس) ما يتيح لها مهاجمة قرى الغوطة الشرقية التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها. وأدى النزاع السوري الذي بدأ كحركة احتجاجية سلمية في منتصف آذار (مارس) 2011 تم قمعها بالعنف قبل أن تتحول الى صراع مسلح الى مقتل أكثر من 180 الف شخص، وفق أرقام جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان اصدرها الخميس. ولا تشمل الحصيلة مصير آلاف المفقودين في المعتقلات ولدى مجموعات مسلحة.