أفاد الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، بأن الأخير «سيدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في مينسك عاصمة بيلاروسيا الثلثاء المقبل، إلى اتخاذ إجراء لسحب الانفصاليين الموالين لموسكو من أوكرانيا». (للمزيد) تزامن ذلك مع بدء قوات حرس الحدود الأوكرانية تفتيش قافلة شاحنات محمّلة مساعدات إنسانية روسية ومتوقفة منذ أسبوع على الحدود، فيما أعلن الجيش الأوكراني مصادرة آليتين مدرعتين تعودان إلى فرقة «بيسكوف» المجوقلة التابعة للجيش الروسي قرب مدينة لوغانسك (شرق)، ما قد يشكل أول دليل على تورط القوات الروسية بالمعارك. وكان الانفصاليون كشفوا الأسبوع الماضي تلقيهم دعماً من موسكو تمثل في 1200 مقاتل تدربوا في روسيا وعشرات المدرعات، وهو ما أكده بوروشينكو ونفته موسكو. وقال الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو: «عثر في إحدى الآليتين على حقيبة قائد الفصيل التي احتوت رخصة قيادة ووثائق عسكرية». ونشر الصحافي الأوكراني رومان بوتشكالا الموجود في منطقة المعارك على «فايسبوك» صوراً قال إنها «وثائق ضبطت في المدرعتين، بينها جواز سفر روسي وبطاقات ائتمان وبطاقة تأمين صحي وتعليمات لمظليين». ونفت وزارة الدفاع الروسية هذه الأنباء، ساخرة من «الأدلة» الأوكرانية، وقال ناطق باسم الوزارة: «يصعب فهم سبب نقل هذا الكمّ من الوثائق في مدرعة». إلى ذلك، صرح ليسينكو بأن «معركة كبيرة تدور في لوغانسك»، المحاصرة والمحرومة من المياه والكهرباء والاتصالات منذ ثلاثة أسابيع، ويُمنع دخول صحافيين إليها، معلناً مقتل 5 جنود وإسقاط الانفصاليين طائرة مقاتلة للقوات الحكومية من طراز «سوخوي 25»، على بعد 40 كيلومتراً من الحدود الروسية. واتهم ليسينكو الانفصاليين بقتل ثلاثة نازحين، بينهم طفل عمره خمس سنوات، بإطلاق النار على سيارتهم لدى محاولتهم الفرار من لوغانسك رافعين علماً أبيض. ويغادر لوغانسك (سكانها 500 ألف) حوالى 500 شخص يومياً، علماً أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت فرار 415800 شخص على الأقل من منازلهم في شرق أوكرانيا، ونزوح حوالى 190 ألفاً منهم إلى داخل البلاد، وحوالى 197 ألفاً آخرين إلى روسيا، حيث طلب 78 ألفاً منهم اللجوء. وأشار ليسينكو إلى عدم وجود «مشاهد لأرتال دبابات في شوارع لوغانسك التي يتنقل فيها العسكريون ضمن مجموعات صغيرة لتدمير مرابض المتمردين. وهذا لا يشبه الهجمات خلال الحرب العالمية الثانية». وأكد أن القوات الحكومية «تدافع» عن بلدتي نوفوسفيتليفكا وخرياشتشوفاتي قرب لوغانسك، و»مشطت» بلدات اليريا ومالونيكولايفكا وستانيتشنو- لوغانسكي وياسينيفكا وزمليانكا التي تقع بين لوغانسك ودونيتسك. في دونيتسك، قصِف شارع قريب من استاد شختار، ما ألحق أضراراً كبيرة بمنازل مدنيين، على رغم ترجيح كثيرين قصف الجيش من موقع المطار ثكنة قريبة للانفصاليين. وتحدثت بلدية دونيتسك عن مقتل تسعة مدنيين وتسعة جنود أوكرانيين.