تعيش صنعاء ساعات حذرة وعصيبة وقلقة ومتوترة بعدما طوقها عشرات الآلاف من الحوثيين المسلحين. وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي في التعاطي مع التصعيد الذي يقوم به المسلحون حول العاصمة لكنه لا يزال ينتظر نتائج المحادثات التي يجريها وفد يمني رفيع في صعدة وعلى أساس أنها «مبادرة الفرصة الأخيرة»، بعدما هدد عبد الملك الحوثي باقتحام العاصمة ما لم تتم إقالة حكومة الوفاق الوطني، وتلغي قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية، بالإضافة إلى تهديده بإسقاط النظام إذا لم تلب شروطه. ويواجه الرئيس هادي وحكومته أكبر تحد أمني وسياسي منذ توليه الحكم قبل عامين ونصف العام، وبعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني وإقرار مخرجاته لإنهاء الأزمة، وتحقيق انتقال سلمي للسلطة، وبناء الدولة الاتحادية الجديدة في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وتعتقد القيادة اليمنية أن الحوثيين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية وتوسيع نفوذهم الجغرافي على شمال الشمال اليمني، وفرض أجندتهم بالقوة. وترأس هادي أمس اجتماعاً استثنائياً طارئاً للجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني كرس للبحث في تطورات التهديدات الحوثية، بالإضافة إلى ما تتعرض له صنعاء من محاولات ضغط من قبل عناصر ومليشيات الحوثيين وبصورة مخالفة لكل القوانين والأنظمة وتهدد السلم والسكينة العامة للمجتمع من خلال تمنطقها بالسلاح بكل أنواعه وأشكاله وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية سبا. ودعا الرئيس إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية بين القوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهة الاحتمالات كافة. وقال: «إن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة صنعاء فقط على أساس أن العاصمة هي كل اليمن وتقطنها نسبة كبيرة من أبناء اليمن من المهرة وحتى صعدة. وأشار إلى أن الجميع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي أيد وبارك لليمن خروجه السلمي والناجح من بين الدول التي حل بها «الربيع العربي». وقال إن الحوار الوطني الشامل في اليمن ضم المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية ومن بينها جماعة الحوثي، وتمت معالجة القضية الجنوبية وقضية صعدة بالتزامن مع مناقشات المؤتمر الوطني الشامل الذي استمر عشرة أشهر بينما كان المخطط له أقل من ذلك من حيث الوقت التزاماً بمقتضى المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية إلا أنه وعلى رغم ذلك التأخير انبثقت مخرجات الحوار الوطني الشامل بصورة ناجحة ولقيت الترحيب الوطني والإقليمي والدولي وبرعاية من الأممالمتحدة والدول الخمس دائمة العضوية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي وكان الجميع شركاء وذلك من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن. واكد أنه لا يحق لجماعة الحوثي أن تكون وصية على الشعب باستخدام ذرائع واهية وبالية والجميع يدرك ذلك. وشدد الرئيس اليمني على اللجنة الأمنية ومجلس الدفاع على الاستعداد بصورة كاملة وعدم التهاون أمام أي مساس بأمن واستقرار أمانة العاصمة صنعاء بكل الوسائل والسبل.