شهدت أسواق المنتجات الفاخرة خلال 2010 و2011، ارتفاعاً ملحوظاً، فزادت المبيعات بنسبة 20 و16 في المئة على التوالي، وجاءت هذه الزيادة نتيجة ارتفاع الطلب في الأسواق الناشئة، ويتوقَّع أن تتواصل هذه التوجهات خلال 2012 والأعوام المقبلة، إذ تشير توقعات إلى أن الأسواق الناشئة ستستأثر بحصة تصل إلى 60 في المئة من إجمالي الإنفاق على السلع الفاخرة بحلول 2020، أي بارتفاع عن حصتها التي كانت نسبتها 43 في المئة في 2011 و15 في المئة فقط في 1999. ويتمكن المستثمرون من تحقيق القيمة من هذه التوجهات من خلال الاستثمار في الشركات المصنعة للمنتجات الفاخرة، والتي تتمتع عادة بعلامات تجارية مشهورة وبدرجة عالية من ولاء زبائنها، وتتسم هذه الشركات والتي تبيع منتجات طموحة ومتميزة، بدرجة عالية من القدرة على التحكم بأسعار منتجاتها، وكانت هذه الشركات حققت هوامش ربحية مرتفعة وصلت لغاية 22.6 في المئة خلال 2011، ويتوقع أن تشهد مزيداً من الارتفاع خلال العامين المقبلين. وتتراوح حصة منطقة الشرق الأوسط من سوق المنتجات الفاخرة العالمية بين 5 و6 في المئة، وعلى رغم تداعيات الأزمة الائتمانية العالمية على حجم الإنفاق على هذه السلع خلال 2008 و2009، تشهد السوق اليوم إقبالاً متزايداً من قبل المستهلكين على تلك السلع، وكما هو متوقع، ونظراً إلى سمعة دبي كسوق للذهب، ينصب تركيز المستهلكين في الإمارات على شراء المنتجات الفاخرة المعمرة، مثل الساعات العالية الجودة والمجوهرات، ففي العام الماضي، كان مستوى الطلب على المجوهرات الذهبية لكل فرد في الإمارات أكثر من ضعف أقرب منافسيها، هونغ كونغ. واليوم يجب على أصحاب المتاجر في الإمارات إضافة مصطلح «ني هاو» الذي يعني مرحباً باللغة الصينية، أو الماندرين، إلى قائمة التحيات الأجنبية التي عليهم استخدامها، ويتوقع أن يتردد صدى المصطلح في متاجر الدولة خلال الأعوام القليلة المقبلة، فمنذ أن صنفت بكينالإمارات أفضل وجهة في 2009، تزايد أعداد السياح الصينيين إلى الدولة بوتيرة متسارعة، فزار دبي العام الماضي أكثر من 214 ألف سائح صيني، أي 10 أضعاف ما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمان. ولن يكون أصحاب المتاجر المنتفعين الوحيدين من هذه الزيادة، بل يجب على المستثمرين من كل أنحاء العالم متابعة ما يحصل في دبي حالياً، إذ يعد التغير في الوجهات السياحية وتجارة التفرقة مؤشراً إلى توجهات رئيسة عالمية، وله دلالات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية وبيئية، من شأنها أن تؤثر في التوجهات الاستثمارية خلال العقد المقبل والأعوام التي تليه. ومن أبرز التوجهات الرئيسة في الوقت الراهن قدرة دبي المتزايدة على استقطاب المستهلكين من الأسواق الناشئة، إذ شهدت الدول النامية ارتفاعاً في حجم دخل الأفراد المتاح للإنفاق، الأمر الذي منح العائلات القدرة على الإنفاق على المشتريات غير الأساسية بأريحية. وقد غدت الصين كبرى الدول المستهلكة للمنتجات الفاخرة على مستوى العالم، ويُتوقع أن نشهد ارتفاعاً مماثلاً في مستويات الطلب على هذه السلع في مناطق أخرى من القارتين الآسيوية وأميركا اللاتينية. * المدير الأول للاستثمار في مصرف «بيكتيه وشركاؤه»