كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الخميس أن تنظيم "الدولة الإسلامية" طلب فدية بملايين الدولارات من الولاياتالمتحدة مقابل إطلاق سراح الصحافي جيمس فولي الذي أعدمه التنظيم أمس الأول، غير أنها رفضت. ونقلت الصحيفة عن ممثل عن عائلة فولي ورهينة سابق احتجز معه أن التنظيم ضغط على الولاياتالمتحدة للحصول على فدية لقاء إطلاقه، غير أن الأخيرة، على خلاف العديد من الدول الأوروبية التي حوّلت ملايين الدولارات إلى الجماعة الإرهابية حفاظاً على حياة مواطنيها، رفضت أن تدفع. وأشارت إلى أن مسألة كيفية التعامل مع "داعش" الذي يبادل الكثير من المحتجزين لديه بمبالغ مالية طائلة، حساسة بالنسبة إلى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لأن فولي ليس الأميركي الوحيد في عهدة التنظيم. فالأخير يهدد بقتل ثلاثة أميركيين آخرين على الأقل إذا لم يحصل على فدية، بحسب ما نقلت عن محتجزين سابقين وأفراد عائلات ضحايا ووسطاء حاولوا الإفراج عنهم. وأكد رهائن سابقون للصحيفة أنه إلى جانب الأميركيين الثلاثة، يحتجز "داعش" بمواطنين من بريطانيا التي رفضت هي أيضاً دفع فدية للإفراج عنهم. وكشفت الصحيفة أيضاً أن التنظيم أرسل لائحة مطالب أخرى إلى الولاياتالمتحدة لإطلاق الأجانب، بينها تبادل محتجزين من بينهم طبيبة الأعصاب الباكستانية عافية صديقي المسجونة في تكساس بتهمة الارتباط بتنظيم "القاعدة". ومسألة عدم تقديم تنازلات للإرهابيين وعدم دفع فدى لهم وضعت الولاياتالمتحدةوبريطانيا على خلاف مع حلفاء أوروبيين آخرين عادة ما يدفعون مبالغ كبيرة للإفراج عن مواطنيها بينهم أربعة فرنسيين وثلاثة اسبان أطلقوا هذا العام بعد أن تم تسليم المال عبر وسيط، بحسب اثنين من الضحايا وزملائهم. وكشف تحقيق أجرته "نيويورك تايمز" أن خطف أوروبيين أصبح مصدر عائدات رئيسي للقاعدة وفروعه، حيث جمعت هذه التنظيمات 125 مليون دولار على الأقل من الفدى في السنوات الخمسة الماضية فقط. وفي حين أكد مسؤولون حكوميون ومسؤولون في مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة على أن دفع الفدى لا يساهم سوى في مفاقمة المشكلة، تعني هذه السياسة أن الأميركيين المختطفين لديهم فرصة ضئيلة لأن يتم إطلاق سراحهم. يشار إلى أن فولي هو ثاني مراسل غربي يصفّيه متشددون إسلاميون منذ عام 2002 بعد مراسل "وول ستريت جورنال" دانييل بيرل الذي قطع تنظيم "القاعدة" رأسه.