أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها «عازمة على مواصلة جهودها بالتعاون مع بعض شركائها في الأممالمتحدة للتوصل إلى التجريم الفعلي» لدفع الفدى للجماعات المسلحة، بعدما كشفت السفيرة الأميركية السابقة في مالي فيكي هدلستون أن دولاً أوروبية دفعت فدى تقدر بنحو 89 مليون دولار لجماعات مسلحة في شمال مالي للإفراج عن رهائن. وقال الناطق باسم الوزارة عمار بلاني أمس رداً على سؤال عن تصريحات هدلستون إن «الجزائر تدين في شدة دفع الفدى للجماعات الإرهابية ولشركائها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود، سواء كان ذلك من طرف الدول أو هيئات عمومية أو خاصة». وأضاف أن «الجزائر التي صرحت رسمياً وفي مناسبات عدة بموقفها المبدئي المتمثل في رفض قاطع لدفع الفدى للجماعات المجرمة عازمة على مواصلة جهودها بالتعاون مع بعض شركائها في الأممالمتحدة للتوصل إلى التجريم الفعلي لهذه الممارسة التي تشكل المصدر الرئيس لتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة». وتحاول الجزائر منذ قمة الاتحاد الأفريقي التي استضافتها ليبيا في تموز (يوليو) 2009، إقناع مجلس الأمن باعتماد قرار ملزم في هذا الشأن «بغرض تعزيز الإجراءات القانونية الموجودة ضد دفع الفدية للجماعات التي تحتجز الرهائن». ورغم موافقة روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأفريقي على الاقتراح، إلا أن بلداناً أوروبية تتحفظ إلى اليوم عن المصادقة عليه. وكشفت هدلستون أن الحكومة الفرنسية دفعت 17 مليون دولار لقاء الإفراج عن أربعة رهائن فرنسيين اختطفهم «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في النيجر في العام 2010. وذكرت أن «مسؤولين في الحكومة المالية توسطوا قبل عامين ونقلوا الفدية إلى التنظيم». لكن هدلستون التي كانت أيضاً مسؤولة عن الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأميركية قالت في مقابلة مع إذاعة «آي تيلي» الفرنسية أمس إن «التنظيم حصل على الفدية الفرنسية، لكنه لم يفرج عن الرهائن الأربعة بل واحدة فقط بدعوى إصابتها بمرض خطير». ورجحت احتجاز الآخرين في مالي. وأشارت هدلستون إلى أن دولاً أوروبية أخرى دفعت «أموالاً طائلة» ل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» لقاء الإفراج عن رعاياها. وقالت: «الأوروبيون دفعوا 89 مليون دولار ما بين 2004 و2011... هذا هو الرقم الذي سمعت ورأيته مكتوباً بصورة واضحة». وأوضحت أن الفدى «دفعت في شكل غير مباشر». وتحدثت عن معرفة الجزائر لتفاصيل الفدى، قائلة: «الجميع يعرف، خصوصاً الجزائريين الذين يعرفون ما يحدث عندما تم إطلاق سراح الرهائن في وقت كانت تلك الحكومات تنكر دفع الفدية، والجميع يعلم أن المال ينتقل من يد إلى يد من خلال وسطاء وينتهي إلى التنظيم ما سمح له بشراء الأسلحة وتجنيد المقاتلين». إلى ذلك (أ ف ب) أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن ثمانية مسلحين إسلاميين هاجموا شاحنة تموين للجنود تابعة لثكنة في منطقة خنشلة (550 كلم جنوب شرق العاصمة) وصدهم الجيش وقتل أحد المهاجمين. وقالت الوزارة في بيان إن «إرهابياً قتل واصيب آخرون بجروح بيد عناصر الجيش اثناء اعتداء على شاحنة... تتولى تموين وحدات عسكرية في ولاية خنشلة». وهوجمت الشاحنة التي كان على متنها المزود والسائق الأربعاء على بعد خمسة كلم من الثكنة. وأضافت الوزارة أن «الجيش دحر المهاجمين الذين فروا باتجاه منطقة جبل لبيض الجبلية المجاورة. ولم يصب سائق الشاحنة بسوء لكن المزود لا يزال في أيدي المهاجمين».